للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: "ومن [ذكر] (١) الآخرة" أي: نعيمها الذي أعدّه الله لأوليائه ترك زينة الحياة الدنيا ذكرها الله في قوله: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ} (٢) الآية، وقي قوله: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (٣) وليس المراد أن لا يكون له أهل ولا مال، فإنه قد كان للأنبياء - عليهم السلام - أهل ومال, إنما المراد أن لا يجعلها أكبر همه وجل [مطلبه] (٤) كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا" (٥)، وهو المراد من قوله: {وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (٣٨)} (٦).

قوله: "فمن فعل ذلك" أي: كل ما ذكر منه استحيا من الله حق الحياء، فلا يتصف به إلا من اتصف بما ذكر. [٣٠٣ ب].

قوله: "أخرجه الترمذي".


(١) كذا في الشرح والذي في المتن: أراد.
(٢) سورة آل عمران في الآية (١٤).
(٣) سورة الكهف الآية (٤٦).
(٤) في (ب) مطلبته.
(٥) أخرجه الترمذي في "السنن" رقم (٣٥٠٢) من حديث ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قلما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه: "اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك, ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك, ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا يأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا, ولا تجعل مصيبتنا في ديننا, ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا". وهو حديث حسن, والله أعلم.
(٦) سورة النازعات الآية (٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>