- أخرج البخاري رقم (٧٣٨٢) ومسلم رقم (٢٧٨٧) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: " ... ويطوي السماء بيمينه ... ". - وأخرج البخاري رقم (٧٤٣٠) ومسلم رقم (١٠١٤) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يصعد إلى الله إلا الطيب، فإن الله يتقبلها بيمينه ... ". إن تعليل القائلين بأن إحدى يدي الله عز وجل يمين، والأخرى شمال وإنما نقول: كلتاهما يمين، تأدباً وتعظيماً، إذ الشمال من صفات النقص والضعف قول قوي وله وجه من النظر، إلا أننا نقول: إن صفات الله عز وجل توقيفية, وما لم يأت دليل صحيح صريح في وصف إحدى يدي الله عز وجل بالشمال أو اليسار، فإننا لا نتعدى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كلتاهما يمين". • وقد سئل المحدث الألباني في "مجلة الأصالة" العدد الرابع (ص ٦٨): كيف نوفق بين رواية: "بشماله" الواردة في حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - في "الصحيح" وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "كلتا يديه يمين". فأجاب: لا تعارض بين الحديثين بادئ بدء، فقوله - صلى الله عليه وسلم -: " ... وكلتا يديه يمين" تأكيد لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورة: ١١]، فهذا الوصف الذي أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تأكيداً للتنزيه، فيد الله ليست كيد البشر شمال ويمين، ولكن كلتا يديه سبحانه يمين. وأمر آخر: إن رواية "بشماله" شاذة كما بيّنتها في تخريج "المصطلحات الأربعة الواردة في القرآن" رقم (١) لأبي الأعلى المودودي، ويؤكد هذا أن أبا داود رواه وقال: "بيده الأخرى"، بدل: بشماله. وهذا القول الموافق لقوله - صلى الله عليه وسلم -:"كلتا يديه يمين". • وحديث عبد الله بن عمر عند مسلم رقم (٢٤/ ٢٧٨٨) وفيه لفظة: "الشمال" تفرّد بها عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن سالم عن ابن عمر؛ عمر بن حمزة ضعيف. فالحديث عند البخاري رقم (٧٤١٢) من طريق عبيد الله عن نافع عن ابن عمر، وعند مسلم رقم (٣٥/ ٢٧٨٨) من طريق عبد الله بن مقسم عن ابن عمر، وليس عندهما لفظة "الشمال". • وقد قال الحافظ البيهقي في "الأسماء والصفات" (٢/ ٥٥): "ذكر (الشمال) فيه تفرد به عمر بن حمزة عن سالم، وقد روى هذا الحديث نافع وعبيد الله بن مقسم عن ابن عمر، لم يذكرا فيه "الشمال"، وروي ذكر =