للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي "النهاية" (١) قيل: هو فعيلة من العماء الضلالة كالقتال في العصبية والأهواء.

قوله: "يغضب لعصبية" الألفاظ الثلاثة بالعين والصاد المهملتين هذا هو الصواب، وحكى القاضي عياض (٢) أنه بالضاد والغين المعجمتين في الألفاظ الثلاثة ومعناه: أنه لشهوة نفسه وغضبه لها.

قوله: "لا يتحاشى" (٣) أي: لا يكترث لفعله فيها ولا يخاف وباله وعقوبته.

٦ - وعن أبي بكرة - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَهَانَ سُلْطَانَ الله فِي الْأَرْضِ أَهَانَهُ الله تَعَالَى". أخرجه الترمذي (٤). [صحيح].

قوله: "من أهان سلطان الله في الأرض" المراد بالسلطان الدليل والبرهان، وسلطان الله في الأرض هو القرآن، فمن أهانه ولم يعمل به ولا قام بما أمر به ونهى عنه أهانه الله بكل نوع من الإهانة.

ويحتمل أن يراد به الخليفة كما يدل له ذكر المحدثين له هنا، فالمراد به سلطان الحق الواجب الطاعة، وإهانته الإعراض عما يجب من امتثال أوامره واجتناب مخالفته، والخروج عليه وشق عصا المسلمين وعليه يدل سبب رواية أبي بكرة للحديث، فإنه قال زياد بن كسيب العدوي: كنت مع أبي بكرة تحت منبر ابن عامر وهو يخطب وعليه ثياب رقاق، فقال أبو بلال: انظروا إلى أميرنا يلبس ثياب الفساق، ويعظ فقال أبو بكرة، اسكت، سمعت رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - ... وذكر الحديث.


(١) "النهاية في غريب الحديث" (٢/ ٢٥٩). وانظر "غريب الحديث" للهروي (٢/ ٩).
(٢) في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (٦/ ٢٥٨).
(٣) انظر "النهاية في غريب الحديث" (١/ ٤٥٨).
(٤) في "السنن" رقم (٢٢٢٤).
وهو حديث صحيح، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>