للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا بَعَثَ الله تَعاَلىَ مِنْ نَبِيٍّ وَلاَ اسْتَخْلَفَ مِنْ خَلِيفَةٍ إِلاَّ كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَانِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالمَعْرُوفِ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ, وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ, وَالمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ الله تَعَالَى". أخرجه البخاري (١) والنسائي (٢). [صحيح].

قوله: "في حديث أبي سعيد وأبي هريرة إلا كانت له بطانتان" في "النهاية" (٣): بطانة الرجل صاحب سره وداخلة أمره الذي يشاوره في أحواله. انتهى.

والمراد أن لكل نبي وخليفة جلساء صالحون وجلساء على غير ذلك، فالبطانة الأولى تأمره بالمعروف، وتحضه عليه، والبطانة الأخرى بخلاف ذلك، والمعصوم من العصمة وهي المنعة، والعاصم المانع "من عصم الله" أي: منعه بإلطافه عن متابعة البطانة الطالحة.

قال المهلب (٤): غرضه إثبات الأمور لله، فهو الذي يعصم من نزغات الشياطين، فالمعصوم من عصمه الله لا من عصم نفسه.

قال البخاري (٥): "البطانة الدخلاء" وهو (٦) بضم وفتح جمع دخيل، وهو الذي يدخل على الرئيس في مكان خلوته، ويفضي إليه بسره، ويصدقه فيما يخبره به مما يخفى عليه من أمر رعيته، ويعمل بمقتضاه.


(١) في "صحيحه" رقم (٦٦١١، ٧١٩٨).
(٢) في "السنن" رقم (٤٢٠٢). وهو حديث صحيح.
(٣) "النهاية في غريب الحديث" (١/ ١٤٢).
(٤) ذكره الحافظ في "الفتح" (١٣/ ١٩٠).
(٥) في "صحيحه" (١٣/ ١٨٩ الباب رقم ٤٢ - مع "الفتح".
(٦) قاله الحافظ في "الفتح" (١٣/ ١٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>