للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "صكة عمي" بفتح الصاد المهملة وتشديد الكاف، وعمي تصغير أعمى مرخماً، وقيل: هو اسم (١) رجل من العمالقة أغار على قوم ظهراً فاستأصلهم فنسب الوقت إليه، وقيل: هو كناية عن شدة الحر ووقت الهاجرة، يقال: جاء صكة عمي، أي: في وقت الهاجرة وغاية القيظ، وذلك أنّ الإنسان إذا خرج وقت الهاجرة لا يكاد يملأ عينيه من نور الشمس أرادوا أنه يصير أعمى.

قوله: "فلم أنشب أن خرج عمر" أي: لم ألبث، وأصله من نشبت في الشيء إذا علقت به.

قوله: "لعلها بين يدي أجلي" هي من الأمور التي جرت على لسانه, فكانت كما قال، فإنه طعن عقب ذلك بأيام يسير قبل الجمعة الأخرى.

قوله: "إن قائلاً" هو طلحة بن عبيد الله.

وقوله: "لبايعت فلاناً" هو علي - عليه السلام -.

قوله: "ولكن وقى الله شرها" أي: وقاهم ما في العجلة غالباً من الشر.

قوله: "وليس فيكم من تقطع إليه الأعناق [٣٥٦ ب] مثل أبي بكر" قال الخطابي (٢): يريد أن السابق منكم لا يلحق بالفضل، لا يصل إلى منزلة أبي بكر، فلا يطمع أحد منكم أن يقع له مثل ما وقع لأبي بكر من المبايعة له أولاً في الملأ اليسير، ثم إجماع الناس وعدم اختلافهم عليه لما تحققوا من استحقاقه فلم يحتاجوا في أمره إلى نظر ولا إلى مشاورة وليس غيره في ذلك مثله.


(١) ذكره الحافظ في "الفتح" (٤/ ٩٧).
(٢) في "أعلام الحديث" (٤/ ٢٢٩٧) حيث قال: يريد أن السابق منكم الذي لا يلحق شأوه في الفضل أحد، لا يكون مثلاً لأبي بكر؛ لأنه قد أبَّد على كل سابق، فلذلك مضت بيعته على حال فجاءة ووقى الله شرها، فلا يطمعن بعد أحد في مثل ذلك ولا يبايعن إلا عن مشورة واتفاق رأي.

<<  <  ج: ص:  >  >>