للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "عقرتُ" أي: دهشت، بكسر القاف وأصله في الرجل تسلمه قوائمه فلا يستطيع أن يقاتل من الخوف والدهش (١)] والمصنف قد شرح كثيراً من ألفاظ الحديث (٢).

٥ - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: أَتَتْ فاِطِمَةُ وَالْعَبَّاسُ - رضي الله عنهما - أَبا بَكْرٍ - رضي الله عنه - يَلْتَمِسَانِ مِيْرَاثَهُمَا مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ أبو بَكْرٍ - رضي الله عنه -: سَمِعْتُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: لَا نُورثُ مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمّدٍ في هَذَا المَالِ، وَإنِّي وَالله لَا أَدعُ أَمْرَاً رَأَيْتُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يَصْنَعُهُ إِلَّا صنَعْتُهُ, إِنِّي أَخْشَى إِنْ ترَكْتُ شِيْئَاً مِنْ أَمْرِه أَنْ أُزِيغَ، فَهَجَرَتْهُ فَاطِمةُ - رضي الله عنها - فَلَمْ تكلِّمُهُ حَتَّى مَاتَتْ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُر، فَدَفَنَهَا عَلِيّ - رضي الله عنه - لَيْلَاً، وَلَمْ يُؤْذِنْ بِهَا أبا بَكْرٍ، وَكَانَ لِعَليٍّ وَجْهٌ مِنَ النَّاسِ حَيَاةَ فَاطِمَة - رضي الله عنها -، فَلمَّا مَاتَتْ انْصَرَفَتْ وُجُوهِ النَّاسِ عَنْهُ، فَقَالَ رَجُلٌ للزُّهْرِيُّ - رحمه الله -: وَلَمْ يُبايُعُه عَلَى سِتَّةٌ أَشهُرٍ، قَالَ: لَا، وَالله وَلَا أَحَدٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَلمَّا رَأَى عَلِيّ - رضي الله عنه - انْصِرَافَ وُجُوْهِ النَّاسِ عَنْهُ ضرَعَ إِلَى مُصَالِحَةِ أَبِيْ بَكْرٍ - رضي الله عنه -، فَأَرْسَلُ إِلَيْهِ أَنِ ائْتِنَا وَلَا يَأْتِنَا مَعَك أَحَدٍ، وَكَرِهَ أَنْ يَأْتِيِهِ عُمَر لمَّا عَلِمَ مِنْ شِدِّتِهِ، فَقَالَ عُمَرَ - رضي الله عنه -: لَا تَأْتِهِم وَحْدَكَ، فَقَالَ أَبُوْ بَكْرٍ - رضي الله عنه -: وَالله لآتيَنَّهُمْ وَحْدِي، مَا عَسَى أَنْ يَصْنَعُوا بِي، فَانْطَلَقَ أبو بَكْرٍ - رضي الله عنه - فَدَخَلَ عَلَى عَلِيٍّ - رضي الله عنه -، وَقَدْ جَمَعَ بَنِي هَاشِمٍ عِنْدَهُ، فَقَامَ فَحِمَدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْه ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ: فَلَمْ يَمْنَعْنَا أَنْ نبايِعَكَ يَا أَبا بَكْرٍ إِنْكَارٌ لِفَضِيْلتكَ، وَلَا نَفَاسَةُ عَلَيْكَ، وَلَكِنَّا كُنَّا نَرَى أَنَّ لَنَا فِي هَذَا الْأَمْرُ حَقَّا فَاسْتَبْدَدْتُمْ عَلَيْنَا، ثُمَّ ذَكَرَ قَرَابَتَهُ مِنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وَحَقَّهُمْ فَلَمْ يَزَلْ عِليٌّ - رضي الله عنه - يَذْكُرُ حَتَّى بَكَى أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه -، فَصمَتْ عَليٌّ - رضي الله عنه -، فتشَهَّدَ أبو بَكْرٍ - رضي الله عنه - فَحِمَدَ الله تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْه ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ: فَوالله لَقَرَابَةُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلُ مِنْ قَرَاَبَتِيِ، وَإنِّي وَالله مَا أَلُوْتُ في هَذِهِ الْأَمْوَالِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ عَنِ الخَيْرِ، وَلَكِنِّيْ سَمْعْتُ رَسُولِ الله


(١) ما بين الحاصرتين ليست من ألفاظ الحديث الذي تم شرحه, وإنما هي من الحديث رقم (٢٠٧٧) في "جامع الأصول" (٤/ ١٠١ - ١٠٣).
(٢) وهو كما قال. وانظر ما تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>