للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "ونزونا" النزو الوثب ومنه نزا التيس على أنثاه (١).

قوله: "تغرة" (٢) بفتح المثناة من فوق فغين معجمة فراء مشددة مصدرة غررته إذا ألقيته في الغرر، وهي من التغرير كالتعلة من التعليل، وفي الكلام مضاف محذوف تقديره: خوف تغرة أن يقتلا، أي: خوف إيقاعهما في القتل، وانتصاب الخوف على أنه مفعول له، فحذف المضاف الذي هو الخوف [٣٥٩ ب] وأقام المضاف إليه الذي هو التغرة مقامه.

ويجوز أن يكون قوله "أن يقتلا" بدلاً من تغرة, ويكون المضاف أيضاً محذوفاً كالأول، ومن أضاف "تغرة" إلى أن يقتلا، فمعناه خوف [تغرة] (٣) قتلهما على طريقة قوله تعالى: {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} (٤).

ومعنى الحديث: أن البيعة حقها أن تقع صادرة عن المشورة والاتفاق، فإذا استبد رجلان دون الجماعة بمبايعة أحدهما للآخر فذلك تظاهر منهما بشق العصا وإطراح الجماعة، فإن عقد لأحد فلا يكون المعقود له واحد منهما, وليكونا معزولين من الطائفة التي تتفق على تمييز الإِمام منها؛ لأنه إن عقد لواحد منهما وهما قد ارتكبا تلك الفعلة الشنيعة التي فارقت الجماعة من التهاون بهم والاستغناء عن رأيهم لم يؤمن أن يقولا قوله.

["تدبر" ما دبرت (٥) الرجل أدبره إذا أتبعته وكنت خلفه في أي معنى كان.

قوله: "يزعجه" ينهضه بسرعة. [٣٦٠ ب].


(١) قاله ابن الأثير في "غريب الجامع" (٤/ ١٠٠). وانظر "المجموع المغيث" (٣/ ٢٩٠).
(٢) قاله ابن الأثير في "غريب الجامع" (٤/ ١٠٠ - ١٠١). وانظر "أعلام الحديث" للخطابي (٤/ ٢٢٩٧).
(٣) كذا في المخطوط (أ. ب) والذي في "غريب الجامع": تغرته.
(٤) سورة سبأ الآية (٣٣).
(٥) قاله ابن الأثير في "غريب الجامع" (٤/ ١٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>