للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"صدقة" خبره، ويؤيده وروده في بعض طرق الصحيح "ما تركنا فهو صدقة" (١).

قال (٢): وفي هذه القصة رد على من روى "لا يورث" بالتحتانية وله "صدقة" بالنصب على الحال وهي دعوى من بعض الرافضة.

قد احتج بعض أهل الحديث على بعض الإمامية بأن أبا بكر احتج بهذا الكلام على فاطمة فيما [التمسته منه] (٣) من الذي خلفه رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأراضي وهما من أفصح الفصحاء، وأعلم بمدلولات الألفاظ. انتهى.

قلت: بل ولأنه يكون إخباره - صلى الله عليه وسلم - بذلك لا فائدة فيه بل مثل السماء فوقنا؛ لأنه معلوم أنه الذي تركه وهو صدقة, أنه لا يكون ميراثاً بين قرابته, فإنه لا يورث إلا ما كان ملكاً للميت.

قوله: "أن أزيغ" (٤) زاغ عن الحق إذا مال عنه.

قوله: "فهجرته فاطمة" في البخاري (٥) "فغضبت فاطمة فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته". انتهى.

قوله: "فلم تكلمه حتى ماتت" قال الحافظ (٦) [٣٦١ ب]: ووقع عند عمر بن شبة من وجه آخر عن معمر "فلم تكلمه في ذلك المال"، وكذا نقل الترمذي عن بعض مشائخه، وتعقب بأن قوله "غضبت" يدلس على أنها امتنعت من الكلام جملة وهذا صريح الهجر. انتهى.


(١) البخاري رقم (٦٧٢٦، ٦٧٢٧) ومسلم رقم (٥٤/ ١٧٥٩).
(٢) أي ابن حجر في "فتح الباري" (٦/ ٢٠٢).
(٣) كذا في (أ. ب) والذي في "فتح الباري": التمست منه.
(٤) انظر "الفائق" للزمخشري (٢/ ١٤٢). "النهاية في غريب الحديث" (١/ ٧٤٠).
(٥) في "صحيحه" رقم (٣٠٩٣) وأطرافه رقم (٣٧١٢، ٤٠٣٦، ٤٢٤١، ٦٧٢٦).
(٦) في "فتح الباري" (٦/ ٢٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>