للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وترجم البخاري (١): من خص أخاه بالدعاء دون نفسه، وإن حمله ابن حجر (٢) على أعم من هذا.

وقولنا: "بمثل ذلك" زيادة (ذلك) من رواية فتح الباري (٣) [٤٠٧ ب]، والذي في "الجامع" (٤) كما في "التيسير": "ولك بمثل"، قال: وفي رواية أبي داود قال: "إذا دعا الرجل لأخيه قالت الملائكة: "آمين ولك بمثل".

٨ - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ دَعَا عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ فَقَدِ انْتَصَرَ". أخرجه الترمذي (٥). [ضعيف]

قوله: "في حديث عائشة: فقد انتصر" فيه أن دعاء المظلوم على من ظلمه انتصار منه عليه، وهل يبقى له حق عنده يطالبه به في الآخرة؟ يحتمل والأظهر أنه بدعائه عليه قد استوفى ما هو له؛ لأنه تعالى قد وعد المظلوم بإجابة دعائه ولو بعد حين، فإذا أجابه فيه لم يبق له عليه حق، والله أعلم.

وهل فيه أنه لا ينبغي الدعاء عليه؟ لا دليل في الحديث على ذلك؛ لأن الانتصار جائز، قال الله: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (٤١)} (٦).

قوله: "أخرجه الترمذي" وقال (٧): حديث حسن.


(١) في صحيحه (١١/ ١٣٥ الباب رقم ١٩ مع الفتح).
(٢) في "فتح الباري" (١١/ ١٣٧).
(٣) (١١/ ١٣٧).
(٤) (٤/ ١٦٧ - ١٦٨).
(٥) في "السنن" رقم (٣٥٥٢)، وهو حديث ضعيف.
(٦) سورة الشورى: ٤١.
(٧) في "السنن" (٥/ ٥٥٤) حيث قال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي حمزة.

<<  <  ج: ص:  >  >>