للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحديث أخرجه النسائي (١) عن جابر بلفظ: أتانا النبي - صلى الله عليه وسلم - فنادته امرأتي: يا رسول الله، صلِّ عليَّ وعلى [زوجي] (٢)، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "صلى الله عليكِ وعلى زوجكِ"، فيحتمل تعدد القصة.

٧ - وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ إِلاَّ وَقَالَ المَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ". أخرجه مسلم (٣) وأبو داود (٤). [صحيح]

وزاد (٥): "إلَّا قَالَتِ المَلاَئِكَةُ: آمِينَ، وَلَكَ بِمِثْلٍ".

قوله: "في حديث أبي الدرداء: يدعو لأخيه بظهر الغيب" وهو غائب عنه غيبة موت أو غيرها، والأخ المراد به: المؤمن.

قوله: "إلا قال الملك" وفي رواية: "الملائكة" والمراد بهم الحفظة، أو غيرهم، أو كل ملك. وفيه فضيلة دعاء العبد لأخيه بظهر الغيب؛ لأنه لا يقول له الملك: "ولك مثل ذلك" إلا عن أمر الله تعالى، ولا يأمر الله تعالى بذلك إلا وهو يريد إجابة الدعاء، فيدل على أن الأفضل للعبد أن يدعو لإخوانه الغائبين عنه ليدعو له الملك المجاب، ويحتمل أنه إخبار من الملك بأن الله تعالى قد أجابه وجعل له مثل ما دعا به، والله ذو الفضل العظيم.

وهو يوافق حديث: "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" (٦).


(١) في "السنن الكبرى" رقم (٢١٤٢، ١٠١٨٤).
(٢) في (أ): "زوجك".
(٣) في صحيحه رقم (٢٧٣٢، ٢٧٣٣).
(٤) في "السنن" رقم (١٥٣٤)، وأخرجه ابن ماجه رقم (٢٨٩٥)، وهو حديث صحيح.
(٥) أي: أبو داود في "السنن" رقم (١٥٣٤).
(٦) أخرجه مسلم في صحيحه رقم (٢٦٩٩)، وأبو داود رقم (٤٩٤٦)، والترمذي رقم (١٩٣٠)، وابن ماجه رقم (٢٢٥)، وابن حبان في صحيحه رقم (٥٣٤)، والحاكم (٤/ ٣٨٣)، وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>