والثالث: أنه العلي بذاته فوق جميع خلقه؛ فلا يستطيع أحد منهم أن يدنو منه. وقد ذكر العلامة الشيخ السعدي رحمه الله أن له معنى رابعاً، وهو أنه المتكبر عن كل سوء ونقص، وعن مماثلة أحد، وعن أن يكون له كفو أو ضد أو سمي أو شريك في خصائصه وحقوقه". اهـ (١) انظر: "شرح القشيري لأسماء الله الحسنى" (ص ٨٧). (٢) الكبر والكبرياء صفة ذاتية ثابتة لله - عز وجل - بالكتاب والسنة، و (المتكبر) من أسماء الله تعالى. الدليل من الكتاب: ١ - قوله تعالى: {السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} [الحشر: ٢٣]. ٢ - وقوله: {وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣٧)} [الجاثية: ٣٧]. الدليل من السنة: ١ - حديث: "جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن". رواه البخاري (٧٤٤٤)، ومسلم (١٨٠). ٢ - حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة - رضي الله عنهما -: "العز إزاره والكبرياء رداؤه، فمن ينازعني؛ عذبته". رواه مسلم (٢٦٢٠)، وأبو داود بلفظ: "الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري ... ". قال ابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن" (ص ١٨): "وكبرياء الله: شرفه، وهو من (تكبَّر): إذا أعلى نفسه". اهـ وقال قوَّام السنة في "الحجة" (٢/ ١٨٦): "أثبت الله العزة والعظمة والقدرة والكبر والقوة لنفسه في كتابه". وقال الغنيمان في "شرحه لكتاب التوحيد من صحيح البخاري" (٢/ ١٦١): "وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن".