الدليل من الكتاب: قوله تعالى: {الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} [الحشر: ٢٣]. الدليل من السنة: ١ - حديث عوف بن مالك - رضي الله عنه - قال: قمت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة، فلما ركع؛ مكث قدر سورة البقرة يقول في ركوعه: "سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة". وهو حديث حسن، وقد تقدم. ٢ - حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - في الرؤية: " ... قال: فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة ... " رواه البخاري (٧٤٣٩). قال ابن القيم في "النونية" (٢/ ٩٥): وكَذلِكَ الجَبَّارُ مِنْ أَوْصَافِهِ ... وَالجَبْرُ فِي أوْصَافِهِ نَوْعَانِ جَبْرُ الضَّعِيفِ وَكُلُّ قَلْبٍ قَدْ غدَا ... ذَا كَسْرَةٍ فالجَبْرُ مِنْهُ دَانِ والثّاني جَبْرُ القَهْرِ بِالعِزِّ الَّذي ... لاَ يَنْبَغِي لِسِوَاهُ مِنْ إِنْسانِ وَلَهُ مُسَمَّى ثالِثٌ وَهوَ العُـ ... ـلُوّ فَلَيْسَ يَدْنُو مِنْهُ مِنْ إِنْسانِ مِنْ قَوْلهِم جَبّارةٌ للنَّخْلَةِ العُلْيَا ... التي فاتَتْ لِكُلِّ بَنانِ وقال الهراس في شرحه لهذه الأبيات: "وقد ذكر المؤلف هنا لاسمه (الجبار) ثلاثة معان، كلها داخلة فيه، بحيث يصح إرادتها منه: أحدها: أنه الذي يجبر ضعف الضعفاء من عباده، ويجبر كسر القلوب المنكسرة من أجله، الخاضعة لعظمته وجلاله؛ فكم جبر سبحانه من كسير، وأغنى من فقير، وأعز من ذليل، وأزال من شدة، ويسر من عسير، وكم جبر من مصاب، فوفقه للثبات والصبر، وأعاضه من مصابه أعظم الأجر، فحقيقة هذا الجبر هو إصلاح حال العبد بتخليصه من شدته ودفع المكاره عنه. =