للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشريفة إلى القلوب بأقواله وأعماله، فيكون هذا شكراً لنعمة الله عليه بالرزق الباطن، ويعلم أن وصف الرزاق لا يستحقه إلا الله فلا ينتظر الرزق إلا منه.

يروى: أنه قيل لحاتم الأصم (١): من أين تأكل؟ قال: من خزائنه، قال الرجل: يلقى عليك الخبز من السماء! فقال: لو لم تكن الأرض له لكان يلقيه من السماء، فقال الرجل: أنتم تقولون الكلام، قال: لأنه لم ينزل من السماء إلا الكلام، فقال الرجل: أنا لا أقوى على مجادلتك، قال: لأن الباطل [لا يقوم] (٢) مع الحق.

قوله: "الفَتَّاح" (٣) فسراه بما تراه وهو لفظ قرآني: {وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (٢٦)} (٤).

وقال (٥) غيرهما (٦): هو الذي بعنايته ينفتح كل منغلق، وبهدايته ينكشف كل مشكل، فتارة يفتتح الممالك لأنبيائه ويخرجها من أيدي أعدائه، ويقول: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١)} (٧)، وتارة لرفع الحجاب عن قلوب أوليائه، ويفتح لهم الأبواب إلى ملكوت سمائه وجمال


(١) ذكره القشيري في "شرح أسماء الله الحسنى" (ص ١٠٩ - ١١٠).
(٢) في المخطوط (أ، ب): "لا يقوى"، وما أثبتناه من "شرح القشيري" (ص ١٠٩).
(٣) الفتح: صفة لله - عز وجل - ثابتة بالكتاب والسنة، والفتاح اسم من أسمائه تعالى. قال تعالى: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (٨٩)} [الأعراف: ٨٩].
وأخرج البخاري في صحيحه رقم (٣١٢٤)، ومسلم رقم (١٧٤٧) عن أبي هريرة: " ... اللهم احبسها علينا - يعني الشمس - فحبست حتى فتح الله عليه ... ".
(٤) سورة سبأ: ٢٦.
(٥) انظر: "شأن الدعاء" للخطابي (ص ٥٦)، "اشتقاق أسماء الله" للزجاجي (ص ١٨٩)، "شرح أسماء الله الحسنى" للرازي (ص ٢٣٦ - ٢٣٧).
(٦) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى".
(٧) سورة الفتح: (١). قال الرازي في شرحه (ص ٢٣٦ - ٢٣٧): الفتاح في وصفك لله يحتمل معنيين: =

<<  <  ج: ص:  >  >>