(٢) المانع من صفات الله تعالى، له معنيان: أحدهما: ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت" فكان - عز وجل - يعطي من استحق العطاء، ويمنع من لم يستحق إلا المنع، ويعطي من يشاء، ويمنع من يشاء، وهو العادل في جميع ذلك. والمعنى الثاني: أنه تبارك وتعالى يمنع أهل دينه، أي: يحوطهم وينصرهم. وقيل: يمنع من يريد من خلقه ما يريد، ويعطيه ما يريد، ومن هذا يقال: فلان في منعة، أي: في قوم يمنعونه ويحمونه، وهذا المعنى في صفة الله جل جلاله بالغ، إذ لا منعة لمن لم يمنعه الله، ولا يمتنع من لم يكن الله له مانعاً. "لسان العرب" مادة (منع)، "الحجة" للأصبهاني (١/ ١٤٨)، "الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى" (١/ ٣٥٥ - ٣٥٦). والعطاء والمنع: صفتان فعليتان لله - عز وجل - ثابتتان بالكتاب والسنة، والمعطي من أسماء الله - عز وجل -. الدليل من الكتاب: قوله تعالى: {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (٥٠)} [طه: ٥٠]. وقوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١)} [الكوثر: ١]. الدليل من السنة: ما أخرجه البخاري رقم (٧٣١٢)، ومسلم رقم (١٠٣٧) من حديث معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه -: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم ويعطي الله". وفي البخاري رقم (٣١١٦): "والله المعطي وأنا القاسم". =