للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو الظاهر (١) الذي به كل ظهور، فإن الظاهر في نفسه، المظهر لغيره يسمي نوراً، وهو المخرج لجميع الأشياء من ظلمة العدم إلى ظهور الوجود، فهو الحقيق بأن [٤٦٢ ب] يسمى نوراً.

والوجود نور فائض على الأشياء كلها، من نور ذاته فهو نور السماوات والأرض، وكما أنه لا ذرة من نور الشمس إلا وهي دالة على الشمس المنورة، كذلك لا ذرة من موجودات السماوات والأرض إلا وهي بجوار وجودها دالة على وجوب وجود موجدها.

قوله: "الهَادِي" (٢):


= وقال رحمه الله في "النونية" (٢/ ١٠٥):
وَالنَّورُ مِنْ أَسْمَائِهِ أيْضاً وَمِنْ ... أَوْصَافِهِ سُبْحَانَ ذِي الُبرْهَانِ
قال الهراس في "الشرح": "ومن أسمائه سبحانه النور، وهو أيضاً صفة من صفاته، فيقال: الله نور، فيكون اسماً مخبراً به على تأويله بالمشتق، ويقال: ذو نور، فيكون صفة؛ قال تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: ٣٥]، وقال: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} [الزمر: ٦٩]:
وفي الصحيح عن ابن عباس - رضي الله عنهما -؛ أنه - صلى الله عليه وسلم - كان حين يستيقظ من الليل؛ يقول: "اللهم لك الحمد؛ أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن". اهـ
انظر: "شأن الدعاء" (ص ٩٥ - ٩٦)، "الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى" (١/ ٤٥٨)، "مختصر الصواعق المرسلة" (٢/ ١٩٢ - ٢٠٠).
(١) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى" (ص ١٥٦ - ١٥٧)، وانظر: "شرح أسماء الله الحسنى" للرازي (ص ٣٤٧).
(٢) الهادي: يوصف الله - عز وجل - بأنه (الهادي)، وهذا ثابت بالكتاب والسنة، وقيل: (الهادي) من أسماء الله.
الدليل من الكتاب:
قوله تعالى: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا} [الأعراف: ٤٣] ....
وقوله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص: ٥٦]. =

<<  <  ج: ص:  >  >>