للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالباقي المطلق هو الذي لا تنتهي مبادئ وجوده في الماضي [٤٦٣ ب] إلى أول، ويعبر عنه بأنه أزلي وقولك: واجب الوجود (١) بذاته متضمن [لجميع] (٢) ذلك، وإنما هذه الأسامي بحسب إضافة هذا الوجود في الدهر إلى الماضي والمستقبل.

وإنما يدخل في الماضي والمستقبل المتغيرات؛ لأنهما عبارتان عن الزمان، ولا يدخل في الزمان إلا المتغير والحركة، إذ الحركة بذاتها تنقسم إلى ماضٍ ومستقبل، والمتغير يدخل في الزمان بواسطة التغير، [فما خلا] (٣) عن التغير والحركة فليس في زمان، فليس فيه ماض ولا مستقبل، فلا ينفصل فيه القِدَم عن البقاء، بل الماضي والمستقبل إنما يكون لنا إذ قضي علينا وفينا أمور، وستجدد أمور، ولا بد من أمور تحدث شيئاً بعد شيء حتى ينقسم إلى ماض قد انعدم وانقطع، وإلى راهن حاضر، وإلى ما يتوقع تجدده من بعد.

فحيث لا تجدد ولا انقضاء فلا زمان، وكيف لا والحق تعالى قبل الزمان، وبعد خلق الزمان لم يتغير من ذاته شيء.

فقبل خلق الزمان لم يكن للزمان عليه جريان، وبقي بعد خلق الزمان على ما كان عليه (٤).

قوله: "الوَارِث" (٥):


(١) انظر: "بدائع الفوائد" (١/ ١٦٢)، "مجموع فتاوى" (٩/ ٣٠٠ - ٣٠٢).
(٢) في (أ): "بجميع".
(٣) كذا في (أ. ب)، والذي في "المقصد الأسنى": "فما جل".
(٤) في (أ) زيادة: "كان"، وفي "المقصد الأسنى": "على ما عليه كان".
(٥) يوصف الله - عز وجل - بأنه الوارث، وهذا ثابت بالكتاب العزيز، والوارث من أسمائه سبحانه وتعالى.
الدليل:
قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (٤٠)} [مريم: ٤٠]. =

<<  <  ج: ص:  >  >>