للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو (١) الذي إليه ترجع الأملاك وذلك هو الله سبحانه، إذ هو الباقي بعد فناء خلقه، وإليه مرجع كل شيء ومصيره [٢٨٦/ أ]، وهو القائل إذا قال: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} (٢) وهو المجيب: {لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (٤٨)} (٣). [٤٦٤ ب].

قوله: "الرَّشِيْد" (٤) هو (٥) الذي تنساق تدبيراته إلى غاياتها على سنن السداد، من غير إشارة مشير، وتسديد مسدد، وإرشاد مرشد، وهو الله - سبحانه وتعالى -، وهو الذي أرشد كل عبد إلى تدابيره بقدر هدايته، وإلى إصابة مراده في ديناه ودنياه.


= وقوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (٢٣)} [الحجر: ٢٣].
قال الزجاج في "تفسير أسماء الله الحسنى" (ص ٦٥): (الوارث) كل باقٍ بعد ذاهب فهو وارث.
وقال ابن منظور في "اللسان" مادة (ورث): الوارث: صفة من صفات الله - عز وجل -، وهو الباقي الدائم، الذي يرث الخلائق، ويبقى بعد فنائهم.
وانظر: "شأن الدعاء" (ص ٩٦ - ٩٧).
وقال البيهقي في "الاعتقاد" (ص ٦٦): الباقي: هو الذي دام وجوده، والبقاء له صفة قائمة بذاته. وفي معناه الوارث.
(١) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى" (ص ١٦٠).
(٢) سورة غافر: ١٦.
(٣) سورة إبراهيم: ٤٨.
(٤) الرُّشد: صفة لله - عز وجل -، قال الخطابي في "شأن الدعاء" (ص ٩٧): الرشيد: هو الذي أرشد الخلق إلى مصالحهم، فعيل بمعنى مُفعِل، ويكون بمعنى الحكيم ذي الرشد؛ لاستقامة تدبيره، وإصابته في أفعاله.
والرشيد ليس من أسماء الله سبحانه.
انظر: "شرح النونية" (٢/ ٢٩٧ - للهراس).
(٥) قاله الغزالي في "المقصد الأسنى" (ص ١٦١)، وانظر: "شرح القشيري لأسماء الله الحسنى" (ص ٢٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>