للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنسائي (١)، فسقط على المصنف مسلم، والنسائي.

قوله: "اللهم إني أعوذ برضاك" الحديث في "شرح مسلم" (٢) قال أبو سليمان الخطابي (٣): في هذا معنى لطيف، وهو أنه استعاذ بالله وسأله أن يجيره بعفوه من سخطه، وبمعافاته من عقوبته، والرضا والسخط ضدان متقابلان.

وكذلك [المعافاة والعاقبة] (٤)، ولما صار إلى ما لا ضد له وهو الله تعالى، استعاذ به منه لا غير، ومعناه: الاستغفار من التقصير في بلوغ الواجب من حق عبادته والثناء عليه.

قوله: "لا أحصي ثناء عليك" أي: لا أطيقه، [ولا آتي عليه] (٥). وقيل: لا أحيط به.

وقال مالك (٦): معناه لا أحصي نعمك وإحسانك والثناء عليك، وإن اجتهدت في الثناء عليك.

قوله: "أنت كما أثنيت على نفسك" فالعجز اعتراف عن تفصيل الثناء، وأنه لا يقدر على حقيقته ورد الثناء إلى الجملة دون التفصيل والإحصاء والتعيين، فوكل ذلك إلى الله المحيط بكل شيء جملة وتفصيلاً، [و] (٧) كما أنه لا نهاية لصفاته، لا نهاية للثناء عليه


(١) في "السنن" رقم (١١٠٠، ١١٣٠، ٥٥٣٤)، وهو حديث صحيح، وقد تقدم.
(٢) (٤/ ٢٠٤).
(٣) في "معالم السنن" (١/ ٥٤٧ - مع السنن).
(٤) كذا في (أ. ب)، والذي في "معالم السنن": "المعافاة والمؤاخذة بالعقوبة".
(٥) كذا في (أ. ب)، والذي في "المعالم": "ولا أبلغه".
(٦) ذكره النووي في "شرح صحيح مسلم" (٤/ ٢٠٤).
(٧) زيادة من (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>