للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال العلماء: معناه حمداً لو كان جسماً لملأ السماوات والأرض، وفي هذا الحديث فوائد، منها: استحباب هذا الذكر.

ومنها: وجوب الاعتدال، ووجوب الطمأنينة فيه، وأنه يستحب لكل مصلٍّ من إمام ومأموم ومنفرد أن يقول: "سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد" ويجمع بينهما، ويكون قوله: "سمع الله لمن حمده" في حال ارتفاعه، وقوله: "ربنا ولك الحمد" في حال اعتداله؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "صلوا كما رأيتموني أصلي" رواه البخاري (١). انتهى كلامه.

قوله: [في حديث ابن أبي أوفى] (٢): "ما شئت من شيء بعد" زاد مسلم (٣) في رواية أبي سعيد [١٢ ب] بعد "بعد": "اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد، اللهم طهرني من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس" إلى هنا ساقه ابن الأثير (٤) ناسباً هذه الزيادة إلى مسلم (٥)، ورأينا الحديث في مسلم بتمامه: "أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد".

في "شرح مسلم" (٦) (أهل) منصوب على النداء، هذا هو المشهور، وجوز بعضهم رفعه على تقدير: أنت أهل الثناء، والمختار النصب. والثناء الوصف الجميل والمدح، والمجد العظمة


(١) في صحيحه رقم (٦٨٥).
وأخرجه أحمد (٥/ ٥٣)، ومسلم رقم (٦٧٤)، والنسائي (٢/ ٩)، والترمذي رقم (٢٠٥).
(٢) زيادة من (أ).
(٣) في صحيحه رقم (٢٠٤/ ٤٧٦).
(٤) في "الجامع" (٤/ ١٩٩).
(٥) في صحيحه (٢٠٥/ ٤٧٧).
(٦) في شرحه لصحيح مسلم (٤/ ١٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>