كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير

الفصل الثاني: في أدعية الصلاة مفصلا - الاستفتاح - بعد السلام - ج: 4 - ص: 213

٣ - وعن كعب بن عجرة - رضي الله عنه -، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مُعَقِّبَاتٌ لاَ يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ، أَوْ فَاعِلُهُنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ، ثَلاَثٌ وَثَلاَثُونَ تَسْبِيحَةً، وَثَلاَثٌ وَثَلاُثونَ تَحْمِيدَةً، وَأَرْبَعٌ وَثَلاَثُونَ تَكْبِيرَةً". أخرجه مسلم (١) والترمذي (٢) والنسائي (٣). [صحيح]

وفي رواية للنسائي (٤) عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: فَلَمَّا أُمِرُوا بِذَلِكَ رأَى رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فِي مَنَامِهِ أنَّ رَجُلاً يَقُولُ: اجْعَلوها خَمْسًا وَعِشْرِين، وَاجْعَلُوا فِيهَا التَّهْلِيلَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "اجْعَلُوهَا كَذَلِكَ". [صحيح]

سمّى التسبيحات "مُعَقِّبَاتٍ" (٥) لأنها تعود مرة بعد مرة، وكل من عمل عملاً ثم عاد إليه فقد عقب.

قوله: "في حديث كعب بن عجرة: معقبات" التعقب العود بعد البدء، وإنما ذكر بلفظ التأنيث؛ لأن واحدها معقب، وجمعه معقبة، ثم جمع المعقبة معقبات.

وقال ابن الأثير (٦): إنما سميت معقبات؛ لأنها تعود مرة بعد مرة، وكل من عمل عملاً ثم عاد إليه فقد عقب. انتهى. [٢٩٢/ أ].

---

(١) في صحيحه رقم (٥٩٦).
(٢) في "السنن" رقم (٣٤١٢).
(٣) في "المجتبى" (٣/ ٧٥)، وفي "السنن الكبري" رقم (١٢٧٣)، وهو حديث صحيح.
(٤) في "المجتبى" (٣/ ٧٤)، وفي "السنن الكبرى" رقم (١٢٧٥، ٩٩١١)، وأخرجه أحمد (٥/ ١٨٤)، وابن خزيمة رقم (٧٥٢)، وابن حبان رقم (٢٠١٧)، والطبراني في "الكبير" رقم (٤٨٩٨)، وفي "الدعاء" رقم (٧٣١)، وابن المبارك في "الزهد" رقم (١١٦٠)، والترمذي رقم (٣٤١٣)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" رقم (٤٠٩٧)، وهو حديث صحيح.
(٥) "النهاية في غريب الحديث" (٢/ ٢٣١)، "الفائق" للزمخشري (٣/ ١٢).
(٦) في "النهاية" (٢/ ٢٣١).