للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[] (١) وإنما دعا بذلك لما أوحى الله: {أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ} (٢).

قلت: لا يخفى أن نوحاً قال: {مِنَ الْكَافِرِينَ (٣٤)} والولدان لا يسمون كافرين كيف وهم مولودون على الفطرة، فلا دليل في الآية.

وأما أنهم أغرقوا، فهكذا جرت حكمة الله في إهلاك الكفرة تعميم إنزال العذاب الدنيوي بالجميع من صغير وكبير وعاقل ومجنون، فلا دليل فيه على كفر الولدان.

قال: وأما حديث: "هم من آبائهم" فذاك ورد في حكم الحرب.

وأما ما رواه أحمد (٣) من حديث عائشة سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ولدان المسلمين؟ قال: "في الجنة" وعن أولاد المشركين؟ قال: "في النار" فقلت: يا رسول الله! لم يدركوا الأعمال! قال: "ربك أعلم بما كانوا عاملين لو شئت أسمعتك تضاغيهم في النار" فهو حديث ضعيف جداً، لأن في إسناده أبا عقيل مولى بهية، وهو متروك.

الثالث: أنهم في برزخ بين الجنة والنار؛ لأنهم لم يعملوا حسنات يدخلون بها الجنة، ولا سيئات يدخلون بها النار (٤).


(١) لعله يوجد نقص في المخطوط.
(٢) هود: (٣٦).
(٣) في "المسند" (٦/ ٢٠٨) بسند ضعيف لأن في إسناده أبا عقيل مولى بهية، وهو متروك قاله ابن حجر في "الفتح" (٣/ ٢٤٦) وانظر "مجمع الزوائد" (٧/ ٢١٧).
وخلاصة القول: أن حديث عائشة ضعيف, والله أعلم.
(٤) قال ابن القيم في كتابه: "طريق الهجرتين" (ص ٣٩٣ - ٣٩٤ - العلمية): وهذا قول طائفة من المفسرين، قالوا: وهم أهل الأعراف.
وقال عبد العزيز بن يحيى الكناني: هم الذين ماتوا في الفترة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>