للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرابع: انهم خدم أهل الجنة، وفيه حديث عراس (١) ضعيف.

الخامس: أنهم يصيرون تراباً (٢).


= والقائلون بهذا إن أرادوا أن هذا المنزل مستقرهم أبداً فباطل، فإنه لا دار لقرار إلا الجنة أو النار، وإن أرادوا أنهم يكونون به مرة، ثم يصيرون إلى دار القرار، فهذا ليس بممتنع. اهـ
(١) كذا في المخطوط، ولم أقف عليه.
وقد أخرج الطبراني في الكبير، والأوسط، والبزار رقم (٢١٧٢ - كشف) عن سمرة بن جندب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئلَ عن أطفال المشركين؟ فقال: هم خدم أهل الجنة. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ٢١٩) وفيه عباد بن منصور، وثقه يحيى القطان، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
(٢) حكاه عياض عن أحمد، وغلطه ابن تيمية بأنه قول لبعض أصحابه، ولا يحفظ عن الإمام أصلاً كما في "فتح الباري" (٣/ ٢٤٦).
وقال ابن القيم في "طريق الهجرتين" (ص ٣٨٩ - العلمية): هذا قول جماعة من المتكلمين، وأهل التفسير وأحد الوجهين لأصحاب أحمد.
واحتج هؤلاء بحديث عائشة قالت: قلتُ: يا رسول الله! ذَرَارَيُّ المؤمنين؟ فقال: "هم من آبائهم" فقلت: يا رسول الله! بلا عمل؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين". قلت: يا رسول الله! فذراري المشركين؟ قال: "من آبائهم" قلت: بلا عمل؟ قال: "الله أعلم بما كانوا عاملين".
أخرجه أبو داود رقم (٤٧١٢)، وهو حديث صحيح.
• قال ابن القيم في "طريق الهجرتين" (ص ٣٨٨ - ٣٨٩ - العلمية): "ففي هذا الحديث ما يدل على أن الذين يلحقون بآبائهم منهم هم الذين علم الله أنهم لو عاشوا لاختاروا الكفر، وعملوا به, فهؤلاء مع آبائهم. ولا يقتضي أن لا واحد من الذرية مع أبيه في النار. فإن الكلام في هذا الجنس سؤالاً وجواباً، والجواب يدل على التفصيل، فإن قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الله أعلم بما كانوا عاملين" يدل على أنهم متباينون في التبعية بحسب نياتهم، ومعلوم الله فيهم، بقي أن يقال: فالحديث يدل على أنهم يلحقون بآبائهم من غير عمل، ولهذا فهمت ذلك منه عائشة. فقالت: بلا عمل؟ فأقرها عليه فقال: "الله أعلم بما كانوا عاملين" ويجاب عن هذا بأن الحديث إنما دل على أنهم يلحقون بهم بلا عمل عملوه في الدنيا، وهو الذي فهمته عائشة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>