للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: "خاصمت" أي: من جحد الحق.

قوله: "ما قدمت" على موقفي هذا من الذنوب. "وما أخرت" مما أمرتني بتقديمه.

وقوله: "ما أسررت" من الذنوب. "وما أعلنت" منهما [٢٩٣/ أ] كأن المراد: ما كان من الاعتقادات وخفي الإرادات (١) والمخالفات وما أعلنت من ذلك.

قوله: "أنت المقدم" في "النهاية" (٢): في أسماء الله المقدم (٣)، هو الذي يقدم الأشياء ويضعها في مواضعها، فمن استحق [التقدم] (٤) قدمه.

وقوله: "المؤخر" (٥) فيها في أسماء الله الآخر والمؤخر. فالآخر: هو الباقي بعد فناء خلقه كله ناطقة وصامتة.

والمؤخر: هو الذي يؤخر الأشياء فيضعها في مواضعها، وهو ضد المقدم.

قوله: "واللفظ للشيخين".

أقول: في "الجامع" (٦) ساق الحديث إلى قوله: "وما أعلنت" ثم قال: وفي رواية: "وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت، ولا إله غيرك"، وفي رواية: "اللهم


(١) انظر: "فتح الباري" (٣/ ٥).
(٢) "النهاية في غريب الحديث" (٢/ ٤٢٤ - ٤٢٥).
(٣) تقدم شرحه في أسماء الله الحسنى.
(٤) في (أ): "التقديم".
(٥) قال الهراس في "شرح النونية" (٢/ ١٠٩): التقديم والتأخير صفتان من صفات الأفعال التابعة لمشيئته تعالى وحكمته، وهما أيضاً صفتان للذات، إذ قيامهما بالذات لا بغيرها، وهكذا كل صفات الأفعال هي من هذا الوجه صفات ذات، حيث إن الذات متصفة بها، ومن حيث تعلقها بما ينشأ عنها من الأقوال والأفعال تسمى صفات أفعال ... ".
(٦) (٤/ ٢٣٣ - ٢٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>