كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير

[القسم الأول: في الأدعية المؤقتة المضافة إلى أسبابها، وفيه عشرون فصلا] - الفصل التاسع: في أدعية الكرب والهم - ج: 4 - ص: 249

٥ - وعن أنس - رضي الله عنه - قال: كَانَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا كَرَبَهُ أَمْرٌ يَقُولُ: "يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ" وقال: "ألِظَّوا بِياذَا الجَلاَلِ والإِكْرَام". أخرجه الترمذي (١). [حسن]

ومعنى "ألِظُّوا" (٢) الزموا ذلك، وثابروا عليه، وأكثروا من التلفظ به.

٦ - وعن أسماء بنت عميس - رضي الله عنها - قالت: قَالَتْ قَالَ لِي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَلاَ أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ تَقُولِينَهُنَّ عِنْدَ الكَرْبِ؟ الله الله رَبِّي لاَ أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا". أخرجه أبو داود (٣). [حسن]

قوله: "وعن أسماء بنت عميس" بضم العين المهملة بعد الميم مثناة تحتية آخره سين مهملة، وهي زوجة أبي بكر صحابية جليلة، كانت تحت جعفر بن أبي طالب، ثم تحت أبي بكر الصديق، ثم تحت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم - أجمعين، ولها أولاد من كل الثلاثة الأعيان.

قوله: "الله الله ربي لا أشرك به شيئاً" قال المظفري [٣٦ ب] في كتاب "الدعاء" له: كأن هذه الكلمات آخر كلام عمر بن عبد العزيز عند الموت.

٧ - وعن ابن مسعود (٤) - رضي الله عنه - قال: مَنْ كَثُرَ هَمُّهُ فَلْيَقلِ: "اللهمَّ إِنِّي عَبْدُكَ, وَابْنُ عَبْدِكَ, وَابْنُ أَمَتِكَ، وَفِي قَبْضَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ, مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضاؤُكَ. أَسْأَلُكَ بِكُلَّ

---

(١) في "السنن" رقم (٣٥٢٤)، وهو حديث حسن.
(٢) قاله ابن الأثير في "غريب الجامع" (٤/ ٢٩٦).
(٣) في "السنن" رقم (١٥٢٥)، وهو حديث حسن.
وأخرجه ابن ماجه رقم (٣٨٨٢)، وأحمد (٦/ ٣٦٩)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" رقم (٦٤٧ - ٦٤٩)، والطبراني في "الدعاء" رقم (١٠٢٧).
(٤) وهو حديث حسن. =