للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: [٨٣/ ب]: "حتى يكشف الستر" وذلك الستر هو نهي الله عنها، وفسر الصراط في الرواية الأخرى بالإسلام. والأبواب بمحارم الله. أي: ما حرمه على عباده والستور حدود الله فمن انتهك المحارم هتك الستور.

وفسر الداعي فوق الصراط بالقرآن، والداعي فوقه [واعظ] (١) الله في كل مؤمن، ولا ريب في مطابقة هذا التفسير، فإن الإسلام هو الصراط المستقيم فقد ذهب أئمة التفسير إلى أن المراد من قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦)} هو دين الإسلام.

وتفسير الأبواب بما حرمه الله، فإنه جعل في جوانب الدين محرمات مالية وبدنية حض الدين باجتنابها، وقد سترها الله عن عباده بإيجاب الحدود فيها والعقوبات في الدنيا والآخرة، فلا يكشف العبد تلك الستور، فيقع في المحظور.

ثم تفسير الداعي بالقرآن يوافق أن هذا يهدي للتي هي أقوم: [ولأنها نهي الله عن قربان حدود الله] (٢) ويقول: {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٢٢٩)} (٣) ونحوها.

وواعظ الله في قلب المؤمن هو الواعظ الذي فوق القرآن، وإنما جعله فوقه لأن القرآن تفهم وتدبر ونفعه به، وقد جعل الله القلوب على فطرة صحيحة سليمة يدرك بها الحق حقاً والباطل باطلاً، ولذا وردت الأحاديث الآتية بلفظ: "استفت قلبك، وإن أفتاك المفتون" (٤)


(١) في المخطوط (ب): ووعظ.
(٢) في المخطوط: ولأنها عن قربان الله حدود الله. ولعل الصواب ما أثبتناه.
(٣) البقرة: (٢٢٩).
(٤) أخرجه أحمد (٤/ ٢٢٨) وأبو يعلى رقم (١٥٨٦، ١٥٨٧) والطبراني في "المعجم الكبير" (ج ٢٢ رقم ٤٠٣) والدارمي (٢/ ٢٤٥ - ٢٤٦) والبخاري في "التاريخ الكبير" (١/ ١٤٤ - ١٤٥) بسند ضعيف، وفيه علتان: =

<<  <  ج: ص:  >  >>