للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي لفظ: "وإن أفتوك وأفتوك" ولذا قال تعالى: {وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (٤٦)} (١) وقال: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (٢٤)} (٢) فالقلوب مفطورة على إدراك كل خير، والنفرة عن كل شر. فطرةٌ لا تغيرها وتعميها وتذل [٨٤/ ب] إدراكها إلا ارتكاب الذنوب والإعراض عن زاجرها، فإن للقلوب زواجر تزجر عن القبائح، ولذا قيل:

لا تنتهي الأنفس عن غيها ... ما لم يكن منها لها زاجر

وثبت في الحديث الصحيح (٣): "إِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كله، وإذا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَد كُلُّهُ" فالقلب هو الإنسان، ولذا يقال:

لسان الفتى نصف ونصف فؤاده ... فلم يبق إلا صورة اللحم والدم


= أحدهما: الانقطاع بين الزبير بن عبد السلام وأيوب بن عبد الله بن مكرز، فإنه رواه عن قوم لم يسمعهم.
الثانية: ضعيف الزبير هذا.
وللحديث شواهد: منها: في الصحيح، لذا حسن الإمام النووي، والألباني في "صحيح الجامع" (١/ ٢٢٤ رقم ٩٩٨) الحديث. وانظر "جامع العلوم والحكم" (٢/ ٩٣ - ٩٦).
وخلاصة القول: أن الحديث حسن، والله أعلم.
(١) سورة الحج: (٤٦).
(٢) سورة محمد (٢٤).
(٣) وهو حديث صحيح.
أخرجه أحمد (٤/ ٢٧٤) والبخاري رقم (٥٢) ومسلم رقم (١٥٩٩) وابن ماجة رقم (٣٩٨٤) والدارمي (٢/ ٢٤٥) وابن حبان رقم (٢٩٧) من حديث النواس بن سمعان.

<<  <  ج: ص:  >  >>