للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أخرجه الشيخان (١). [صحيح]

قوله: "في حديث أبي موسى: مثل البيت" أقول: المراد به ساكن البيت، فهو الذي يوصف بالحياة والموت حقيقة لا المسكن، شبه الذاكر (٢) بالحي الذي ظاهره متزين بنور الحياة، وباطنه بنور المعرفة، وغير الذاكر بالميت, الذي ظاهره عاطل، وباطنه باطل.

٥ - وفي رواية أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يَقُولُ الله تَعَالَى: أنَّا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي. فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلأٍ خيرٍ مِنْهُ, وإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شبرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِليَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً" أخرجه الشيخان (٣) والترمذي (٤). [صحيح]

قوله: "في حديث أبي هريرة: أنا معه إذا ذكرني" أقول: قال الكرماني: المعية (٥) هنا معية الرحمة.


(١) أخرجه البخاري رقم (٦٤٠٧)، ومسلم رقم (٧٧٩).
(٢) قاله الحافظ في "فتح الباري" (١١/ ٢١٠ - ٢١١).
(٣) أخرجه البخاري رقم (٧٤٠٥، ٧٥٣٧)، ومسلم رقم (٢٦٧٥).
(٤) في "السنن" رقم (٣٦٠٣).
(٥) بل يعتقد أهل الحق أهل السنة والجماعة: أن الله معنا على الحقيقة, وأنه فوق سماواته مستو على عرشه, وهذه المعية ثابتة بالكتاب والسنة.
الدليل من الكتاب:
قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: ٤].
قوله تعالى: {وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} [المجادلة: ٧].
الدليل من السنة: =

<<  <  ج: ص:  >  >>