للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "في حديث أنس: حب الدنيا رأس كل خطيئة" الحديث أقول: الحديث ساقه ابن الأثير (١) كما ساقه المصنف بلفظه, ثم بيض له بناءً على أنه لم يخرجه أحد الستة، ولكنا وجدنا آخر الحديث وهو قوله: "حبك الشيء يعمي ويصم" أخرجه أبو داود (٢).


= وأورده السيوطي في "الجامع الصغير" رقم (٣٦٦٢)، وعزاه للبيهقي فقط عن الحسن البصري مرسلاً. ورمز السيوطي لضعفه. وقال المناوي في "فيض القدير" (٣/ ٣٦٩) متعقباً على السيوطي: "ثم قال -أعني البيهقي -: ولا أصل له من حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال الحافظ الزين العراقي: ومراسيل الحسن عندهم شبه الريح.
وقال المناوي في "التيسير بشرح الجامع الصغير" (١/ ٤٩٢): "وقال المؤلف - يعني - في فتاويه: رفعه وهم، بل عدَّه الحفاظ موضوعاً".
وقال السيوطي في "الدرر المنتثرة" (ص ١٩١ رقم ١٨٤): "قد عدَّ الحديث في "الموضوعات"، وذكره ابن تيمية في "أحاديث القصاص" (ص ٥٨ رقم ٧) وقال: "هذا معروف عن جندب بن عبد الله البجلي، وأما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فليس له إسناد معروف".
وأورده القاري في "الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة"، "الموضوعات الكبرى" (ص ١٨٨ رقم ١٦٣) وقال: "القائل بأنه موضوع لم يصرح بإسناده، والأسانيد مختلفة والمرسل حجة عند الجمهور إذا صح إسناده. قلت: المرسل ضعيف عند جماهير المحدثين والشافعي وكثير من الفقهاء وأصحاب الأصول، ولهذا قال ابن المديني: مرسلات إذا رواها عنه الثقات صحاح، وقال الدارقطني: في مراسيله ضعف، فالاعتماد على عماد الإسناد. اهـ
وقد حكم المحدث الألباني على حديث الحسن البصري في "ضعيف الجامع" (٣/ ٩٠ رقم ٢٦٨١) بالضعف، وعندما تكلم على طرقه في "الضعيفة" رقم (١٢٢٦) حكم عليه بالوضع.
وخلاصة الأمر: أن الحديث مو ضوع، والله أعلم.
(١) في "الجامع" (٤/ ٥٠٦ رقم ٢٦٠٢).
(٢) في "السنن" رقم (٥١٣٠) من حديث أبي الدرداء, وهو حديث ضعيف مرفوعاً، صحيح موقوفاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>