للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "في حديث سهل: أخرجه الترمذي" قلت: وليس في لفظه "ماء" بل "شربة" فقط، وهكذا في "الجامع" (١) بحذف لفظة: "ماء"، وقال (٢): وفي الباب عن أبي هريرة، وهذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه. انتهى.

٨ - وعن قتادة بن النعمان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا أَحَبَّ الله عَبْدًا حَمَاهُ مِنَ الدُّنْيَا كما يَظَلُّ أَحَدُكُمْ يَحْمِي سَقِيمَهُ المَاءَ". أخرجه الترمذي (٣). [صحيح]

قوله: "في حديث قتادة بن النعمان: كما يظل أحدك يحمي سقيمه الماء" أقول: وذلك لأنه تعالى أعلم بما يصلح عباده، فمنهم من لو أعطاه الدنيا لأفسد فيها وضر نفسه، فحماه الله ذلك لتكمل صحة إيمانه، كما يحمي المريض عن الماء لتكمل صحته، وقد أشار الله إلى هذا بقوله: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ} (٤).

قوله: "أخرجه الترمذي" قلت: وقال (٥): "حسن غريب".

٩ - وعن علي - رضي الله عنه - قال: "ارْتَحَلَتِ الدُّنْيَا مُدْبِرَةً، وَارْتَحَلَتِ الآخِرَةُ مُقْبِلَةً, وإنَّ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنِيْنَ، فَكُونُوا مِنْ أبنَاءِ الآخِرَة, وَلاَ تَكُونُوا مِنْ أبناءِ الدُّنْيَا، فَإِنَ اليَوْمَ عَمَلٌ وَلاَ حِسَابَ، وَغَدًا حِسَابٌ وَلاَ عَمَلَ". أخرجه رزين.

قلت: وأخرجه البخاري (٦) بغير إسناد، والله أعلم.

قوله: "وعن علي - رضي الله عنه - " أقول: هذا من الخطب العلوية البالغة غاية البلاغة.


(١) (٤/ ٥٠٧).
(٢) الترمذي في "السنن" (٤/ ٥٦٠).
(٣) في "السنن" رقم (٢٠٣٦)، وهو حديث صحيح.
(٤) سورة الشورى: ٢٧.
(٥) في "السنن" (٤/ ٣٨١).
(٦) في صحيحه (١١/ ٢٣٥ الباب رقم ٤ مع الفتح).

<<  <  ج: ص:  >  >>