وما أخرجه البخاري رقم (٣٣٤٠)، ومسلم رقم (١٩٤) وفيه: " ... إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله ... ". وأهل السنة والجماعة يثبتون صفة الغضب لله - عز وجل - بوجه يليق بجلاله وعظمته، لا يكيفون ولا يشبهون ولا يؤولون، كمن يقول: الغضب إرادة العقاب، ولا يعطلون، بل يقولون: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. انظر: "شرح الطحاوية" (ص ٤٦٣)، "الحجة في بيان المحجة" (٢/ ٤٥٧). (١) الغلبة صفة ذاتية ثابتة لله - عز وجل - بالكتاب والسنة، فالله غالب على أمره ولا غالب عليه. الدليل من الكتاب: قوله تعالى: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٢١)} [يوسف: ٢١]. وقوله تعالى: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} [المجادلة: ٢١]. الدليل من السنة: ما أخرجه البخاري رقم (٤١١٤) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "لا إله إلا الله وحده، أعز جنده، ونصر عبده, وغلب الأحزاب وحده"، قال السعدي في تفسيره (٢/ ٤٢٠): قوله: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ} [يوسف: ٢١] أي: أمره تعالى نافذ لا يبطله مبطل، ولا يغلبه مغالب. (٢) سورة الأعراف: ١٥٦. (٣) سورة غافر: ٧. (٤) عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور" (٣/ ٥٧١). (٥) لم يعزه السيوطي في "الدر المنثور" (٣/ ٥٧١) إلى أحمد في "الزهد"، بل عزاه لعبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ.