للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: معنى الغلبة (١) الكثرة والشمول.

قلت: قال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} (٢)، وقالت الملائكة: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا} (٣) أخرج عبد الرزاق (٤)، وأحمد في "الزهد" (٥) وغيرهما عن


= والدليل من السنة: حديث أبي هريرة الذي ذكر.
وما أخرجه البخاري رقم (٣٣٤٠)، ومسلم رقم (١٩٤) وفيه: " ... إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله ... ".
وأهل السنة والجماعة يثبتون صفة الغضب لله - عز وجل - بوجه يليق بجلاله وعظمته، لا يكيفون ولا يشبهون ولا يؤولون، كمن يقول: الغضب إرادة العقاب، ولا يعطلون، بل يقولون: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. انظر: "شرح الطحاوية" (ص ٤٦٣)، "الحجة في بيان المحجة" (٢/ ٤٥٧).
(١) الغلبة صفة ذاتية ثابتة لله - عز وجل - بالكتاب والسنة، فالله غالب على أمره ولا غالب عليه.
الدليل من الكتاب:
قوله تعالى: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٢١)} [يوسف: ٢١].
وقوله تعالى: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} [المجادلة: ٢١].
الدليل من السنة:
ما أخرجه البخاري رقم (٤١١٤) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "لا إله إلا الله وحده، أعز جنده، ونصر عبده, وغلب الأحزاب وحده"، قال السعدي في تفسيره (٢/ ٤٢٠): قوله: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ} [يوسف: ٢١] أي: أمره تعالى نافذ لا يبطله مبطل، ولا يغلبه مغالب.
(٢) سورة الأعراف: ١٥٦.
(٣) سورة غافر: ٧.
(٤) عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور" (٣/ ٥٧١).
(٥) لم يعزه السيوطي في "الدر المنثور" (٣/ ٥٧١) إلى أحمد في "الزهد"، بل عزاه لعبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>