للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال له رجل: مدين من قمح، فقال له: لا تلك قيمة معاوية لا أقبلها ولا أعمل بها.

قال النووي (١): تمسك بقول معاوية من قال بالمدين من الحنطة وفيه نظر؛ لأنه فعل صحابي خالفه فيه أبو سعيد وغيره من الصحابة، ممن هو أطول صحبة منه وأعلم بحال النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وقد صرح معاوية بأنه رأي رآه لا أنه سمعه. ومن هنا يعلم أن قوله في الحديث الأول وفي رواية: "فعدل الناس به نصف صاع بر" إنما هو من بعد أن جاء معاوية، وأن الناس تابعوه، والمراد بعضهم لخلاف جماعة له.

وقال الحافظ في "الفتح" (٢): أشار بقوله: "والناس" إلى معاوية ومن تبعه، وقد وقع ذلك صريحاً، وأسند إلى ابن عمر، فلما كان معاوية عدل الناس ... الحديث. ونسبه إلى إخراج الحميدي له وغيره، ومن قال عن عمر أو عثمان أنهما قالا بالمدين رواية واهية ضعفها العلماء.

٤ - وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - قال: بَعَثَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - مُنَادِيًا فِي فِجَاجِ مَكَّةَ: أَلاَ إِنَّ صَدَقَةَ الفِطْرِ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ، صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، مُدَّانِ مِنْ قَمْحٍ أَوْ سِوَاهُ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ". أخرجه الترمذي (٣). [ضعيف الإسناد].

"الأَقِطُ" (٤) لبن جامد. "وَالسَّمْرَاءُ (٥) والقَمْحُ" الحنطة.

قوله: "في حديث عمرو بن شعيب: "أخرجه الترمذي" قلت: وقال (٦): غريب حسن.


(١) في شرحه لصحيح مسلم (٧/ ٦١).
(٢) (٣/ ٣٧٢).
(٣) في "السنن" رقم (٦٧٤) وقال: هذا حديث حسن غريب. قلت: بل هو ضعيف الإسناد.
(٤) قاله ابن الأثير في "غريب الجامع" (٤/ ٦٤٢).
(٥) قاله ابن الأثير في "غريب الجامع" (٤/ ٦٤٢).
(٦) في "السنن" (٣/ ٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>