كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير

كتاب: الزينة - الباب السابع: في النقوش والصور والستورذم المصورين - ج: 4 - ص: 646

قوله في حديث عائشة: "قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من سفر" أقول: لفظ أبي داود (١) عن عائشة: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض مغازيه، فكنت أتحين قفوله، فأخذت غطاء كان لنا فسترت به على العرض (٢)، فلما جاء استقبلته فقلت: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، الحمد لله الذي أعزك وأكرمك، فنظر إلى البيت فرأى النمط فلم يرد [٣٦٠/ أ] علي شيئاً، فرأيت الكراهة في وجهه، فأتى النمط حتى هتكه وقال: "إن الله لم يأمرنا فيما رزقنا أن نكسو الحجارة واللبن" قالت: فقطعته فجعلته وسادتين وحشوتهما ليفاً [٢٣٢ ب] فلم ينكر ذلك عليَّ. انتهى.

قال الخطابي (٣): العرض هو الخشبة المعترضة يسقف بها البيت، ثم توضع عليها أطراف الأخشاب الصغار.

قوله: "سهوة" أقول: قال الحافظ في "الفتح" (٤): بفتح المهملة وسكون الهاء: الصفة في جانب البيت.

---

(١) في "السنن" رقم (٤١٥٣).
وأخرجه البخاري رقم (٣٢٢٥)، ومسلم رقم (٢١٠٦)، وابن ماجه رقم (٣٦٤٩)، والترمذي رقم (٢٨٠٤)، والنسائي رقم (٤٢٨٢، ٥٣٤٧، ٥٣٤٨).
(٢) قال الهروي: المحدثون يروونه بالضاد المعجمة, وهو بالصاد والسين، وهو خشبة توضع على البيت عَرْضاً إذا أرادوا تسقيفه، ثم تلقى عليه أطراف الخشب القصار.
"النهاية في غريب الحديث" (٢/ ١٨٢)، "الفائق" للزمخشري (١/ ٢٠٢).
(٣) "غريب الحديث" للخطابي (١/ ١٩).
(٤) (١٠/ ٣٨٧).