للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: الكوة، وقيل: الرف، وقيل: أربعة أعواد ثلاثة تعارض بعضها ببعض يوضع عليها الشيء من الأمتعة، وقيل: أنْ يبني من حائط البيت حائط صغير، ويجعل السقف على الجميع، فما كان وسط البيت فهو السهوة، وما كان داخله فهو المخدع، ثم ساق تفاسير.

قال (١): وقد وقع في حديث (٢) عائشة: أنها علقته على بابها، فيتعين أن السهوة بيت صغير علقت الستر على بابه. انتهى.

واعلم أن للحديث ألفاظ كثيرة سردها ابن الأثير في "الجامع" (٣) منها هذا، وفي أخرى: سترت بها نمرقة فيها تصاوير. وفي أخرى: حشوت للنبي - صلى الله عليه وسلم - وسادة فيها تماثيل كأنها نمرقة. وفي رواية: فأخذته فجعلته مرفقتين، فكان يرتفق بهما في البيت.

قوله: "أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله" أقول: قال الحافظ في "الفتح" (٤): قد استشكل كون المصور أشد عذاباً مع قوله تعالى: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (٤٦)} (٥) فإنه يقتضي أن يكون المصور أشد عذاباً من آل فرعون.

وأجاب الطبري (٦): بأن المراد هنا من يصور ما يعبد من دون الله، وهو عارف بذلك قاصد له، فإنه يكفر بذلك، ولا يبعد أن يدخل مدخل آل فرعون. وأما من لا يقصد ذلك؛ فإنه يكون عاصياً بتصويره فقط.


(١) أي الحافظ في "الفتح" (١٠/ ٣٨٧).
(٢) يشير إلى الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٥٩٥٥) عن عائشة قالت: قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - من سفر وعلَّقت درنوكاً فيه تماثيل، فأمرني أن أنزعه، فنزعته.
(٣) في "الجامع" (٤/ ٨٠٣ - ٨٠٨).
(٤) (١٠/ ٣٨٣).
(٥) سورة غافر: ٤٦.
(٦) ذكره الحافظ في "الفتح" (١٠/ ٣٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>