للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: هو أن يكون واحدة محجلة والثلاث مطلقة (١). وقيل: هو أن يكون إحدى يديه وإحدى رجليه من خلاف محجلتين (٢). وإنما كرهه؛ لأنه كالمشكول صورة تفاؤلاً، ويمكن أن يكون جرب ذلك الجنس فلم يكن فيه نجابة. وقيل: إذا كان مع ذلك أغر زالت الكراهة لزوال شبهه للشكال (٣). انتهى.

٥ - وعن عروة بن الجعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: "الخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الخَيْرُ: الأَجْرُ وَالمَغْنَمُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ". أخرجه الخمسة (٤) إلا أبا داود. [صحيح]

قوله في حديث عروة بن الجعد؛ هو البارقي بالموحدة وكسر الراء بعدها قاف نسبة إلى بارق جبل باليمن. وقيل: ماء بالسراة نزله بنو عدي بن حارثة بن عمرو قبيلة من الأزد، ولقب به منهم سعيد بن عدي فكان يقال بارق.

قوله: "الخيل معقود بنواصيها الخير" أقول: خص النواصي من (٥) أعضاء الخيل؛ لأن العرب تقول: فلان مبارك الناصية، وهو ما يغنمه على ظهورها من الغنائم، وما يناله من بطونها من النتاج. والناصية (٦): هي الشعر المسترسل على الجبهة.

وقوله: "الأجر والمغنم" بدل أو عطف بيان من الخير، فإنه ينال بها خير الآخرة، وهو الأجر بالجهاد عليها في سبيل الله، وينال بها خير الدنيا وهي الغنائم.


(١) قاله أبو عبيد في "غريب الحديث" (٣/ ١٨).
(٢) انظر: "مشارق الأنوار" (٢/ ٢٥٢)، "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (٦/ ٢٩١).
(٣) قاله القاضي عياض في "مشارق الأنوار" (٢/ ٢٥٢).
(٤) أخرجه البخاري رقم (٢٨٥٢)، ومسلم رقم (٩٨/ ١٨٧٣)، والترمذي رقم (١٦٩٤)، والنسائي رقم (٣٥٧٤ - ٣٥٧٧)، وابن ماجه رقم (٢٣٠٥، ٢٧٨٦).
(٥) انظر: "فتح الباري" (٦/ ٥٦).
(٦) قاله الخطابي في "غريب الحديث" (٢/ ٥٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>