للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: "صنعتم" بالمهملتين والنون لأكثر رواة البخاري, ولبعضهم: بالمعجمة وتشديد الياء.

وفي رواية الترمذي: "أو لم تصنعوا في الصلاة ما قد علمتم؟ ".

وروى ابن سعد في "الطبقات" (١) سبب قول أنس لهذا، فأخرج في ترجمته أنس بطريقه إلى ثابت البناني قال: "كنا مع أنس بن مالك فأخر الحجاج الصلاة, فقام أنس يريد أن يكلمه, فنهاه إخوانه شفقة عليه منهم، فخرج فركب دابته فقال في مسيره ذلك: والله ما أعرف شيئاً مما كنا عليه على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا شهادة أن لا إله إلا الله، فقال له رجل: فالصلاة يا أبا حمزة! قال: قد جعلتم الظهر عند المغرب، أتلك صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟! ".

فائدة: في البخاري (٢) في باب: إثم من لم يتم الصفوف (٣). عن أنس أنه قدم المدينة، فقيل له: ما أنكرت منا منذ عهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: "ما أنكرت شيئاً إلا أنكم لا تقيمون الصفوف". انتهى.

فهذا إنكار آخر على أهل المدينة هو عدم إقامة الصفوف، والأول تأخر الصلاة عن وقتها، وذلك كان بالشام، وهذا بالمدينة، قاله الحافظ في "الفتح" (٤).

قوله: "والترمذي" وقال: حسن غريب.


(١) لم أقف عليه في "الطبقات" في ترجمة أنس بن مالك (٧/ ١٧ - ٢٦).
(٢) في "صحيحه" رقم (٧٢٤).
(٣) الباب رقم (٧٥).
(٤) في "فتح الباري" (٢/ ٢١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>