للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ثبت قرآناً: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (١٦)} (١).

{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} (٢).

قوله: "فإنها ساعة تسجر فيها نار جهنم" تقدم في الحديث الأول تعليل ترك الصلاة عند استوائها بأنه يقارنها الشيطان, وهنا بأنها تسجر جهنم، أي: توقد، ولا منافاة بينهما بل العلة [الكل] (٣).

قال الخطابي (٤): قوله: "تسجر جهنم" و"بين قرني الشيطان" وأمثالهما من الألفاظ الشرعية التي أكثرها ينفرد الشارع بمعانيها، ويجب علينا التصديق بها، والوقوف عند الإقرار بصحتها والعمل بموجبها.

٥ - وعن أبي سعيد - رضي الله عنه -: أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "لاَ صَلاَةَ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَمْسُ، وَلاَ صَلاَةَ بَعْدَ العَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ".


= قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع فتاوى" (٥/ ٤٦٦): "وأما دنوه وتقربه من بعض عباده, فهذا يثبته من يثبت قيام الأفعال الاختيارية بنفسه، ومجيئه يوم القيامة, ونزوله، واستواءه على العرش، وهذا مذهب أئمة السلف وأئمة الإسلام المشهورين، وأهل الحديث, والنقل عنهم بذلك متواتر". اهـ.
وقال في موضع آخر من "مجموع فتاوى" (٦/ ١٤): " ... ولا يلزم من جواز القرب عليه أن يكون كل موضع ذكر فيه قربه يراد به قربه بنفسه، بل يبقى هذا من الأمور الجائزة, وينظر في النص الوارد، فإن دل على هذا، حُمل عليه، وإن دل على هذا، حُمل عليه"، وقد تقدم مفصلاً.
وانظر: "مجموع فتاوى" (٥/ ٢٣٢ - ٢٣٧)، (٦/ ١٩ - ٢٥، ٧٦).
(١) سورة ق الآية (١٦).
(٢) سورة البقرة الآية (١٨٦).
(٣) في (ب): للكل.
(٤) في "معالم السنن" (٢/ ٥٧ - مع السنن).

<<  <  ج: ص:  >  >>