للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرجه الخمسة (١) إلا البخاري. [صحيح]

١٠ - وعن أبي أمامة أسعد بن سهل قال: سَمِعْتُ مُعَاويَة بْنَ أَبِيِ سُفْيَانَ، وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى المِنْبَرِ، حِيْنَ أَذَّنَ المُؤَذِّنُ فَقَالَ: الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ. قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله. قَالَ مُعَاوِيَةُ: وَأَنَا. قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله. قَالَ مُعَاوِيَةُ: وَأَنَا. قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله. قَالَ مُعَاوِيَةُ: وَأَنَا. قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله. قَالَ مُعَاوِيَةُ: وَأَنَا. فَلَمَّا أَنْقَضَى التَّأْذِينَ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَاسُ سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى المِنْبَرِ حِيْنَ أَذَّنَ المُؤَذِّنُ يَقُولُ مِثْلَ مَا سَمِعْتُمْ مِنْ مَقَالَتِي. أخرجه البخاري (٢). [صحيح]

قوله في حديث معاوية: "وأنا"، ورفعه إليه - صلى الله عليه وسلم - فيكون من يجيب المؤذن في التشهدين، مخير بين الإتيان بلفظهما وبين قوله: "وأنا"، وقد أيده حديث عائشة عند أبي داود (٣) أنه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سمع المؤذن يتشهد قال: "وأنا وأنا"، فيكون قوله في أحاديث مثلما يقول مخصصاً عمومه بما ذكر، ثم قوله: "وأنا وأنا" يحتمل أنه يكرره بعد كل واحدة من كلمتي التشهد، أو أنه يوزعه عليهما.

وحديث معاوية يدل للأخير، ويؤخذ منه أنه يكفي أن يقول الكافر إذا دخل في الإسلام إجابة للمؤذن عند التشهد، وأنا، وأنه يصير مسلماً وإن لم يتلفظ بكلمة الشهادة. ويرد بأن حديث: "حتى يقولوا: لا إله إلا الله" دال على أنه لا بد من الإتيان بكلمة التوحيد.


(١) أخرجه مسلم رقم (١٣/ ٣٨٦)، والنسائي رقم (٦٧٩)، وابن ماجه رقم (٧٢١)، وأبو داود رقم (٥٢٥)، والترمذي رقم (٢١٠).
(٢) في "صحيحه" رقم (٦١٣).
وأخرجه أحمد (٤/ ٩١ - ٩٢)، والنسائي رقم (٦٧٧)، وابن خزيمة رقم (٤١٤)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (١/ ٤٠٩)، والدارمي (١/ ٢٧٢)، وعبد الرزاق في المصنف (١/ ٤٧٩ رقم ١٨٤٤).
(٣) في "السنن" رقم (٥٢٦)، وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>