للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: كَانَ لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مُؤَذَّنَانِ: بِلاَلٌ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الأَعْمَى. أخرجه مسلم (١) وأبو داود (٢).

قوله في حديث ابن عمر: "كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مؤذنان" أقول: قد بينهما، والمراد أنه يؤذن كل واحد وحده لا أنهما يجتمعان على الأذان، والمعروف أنه كان يؤذن بلال بليل [٤٢٣ ب] ويؤذن ابن أم مكتوم بعد طلوع الفجر، ولا يؤذنا جميعاً. وقيل: إن أول من أحدث التأذين جميعاً بنو أمية, قال الشافعي في "الأم" (٣): وأحب أن يؤذن مؤذن بعد مؤذن ولا يؤذن (٤) جماعة معاً، وإن كان مسجداً كبيراً فلا بأس أن يؤذن في كل جهة مؤذن يسمع من يليه في وقت واحد. انتهى. وكذا إذا تباعدت أقطار البلد أذن في كل جهة واحد.


(١) في صحيحه رقم (٣٨٠).
(٢) في "السنن" رقم (٥٣٥)، وهو حديث صحيح.
(٣) (٢/ ١٨٣).
(٤) أما أذان الجماعة فبدعة.
من البدع أذان الجماعة المعروف بالأذان السلطاني أو أذان (الجوف) فإنه لا خلاف في أنه مذموم مكروه, لما فيه من التلحين والتغني، وإخراج كلمات الأذان عن أوصافها العربية, وكيفياتها الشرعية، بصورة تقشعر منها الجلود، وتتألم لها الأرواح الطاهرة, وأول من أحدثه هشام بن عبد الملك ...
"المسجد في الإسلام" لخير الدين وانلي (ص ٢٠٠).
ومن البدع الأذان بواسطة آلات التسجيل:
قال: وقد انتشرت هذه البدعة حديثاً حباً منهم في الطرب وسماع أصوات المؤذنين المشهورين بالتنغيم والتطريب ...
"المسجد في الإسلام" لخير الدين وانلي (ص ٢٠١).
ومن البدع المذمومة الدكة الخاصة للمؤذنين والمبلغين والقرّاء، ورفع الصوت بالتبليغ، أما الأذان داخل المسجد؛ فقد نقل الإمام ابن الحاج في المدخل كراهة الأذان في جوف المسجد من وجوه: =

<<  <  ج: ص:  >  >>