للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: المصنف ترك رواية: "نشر الأصابع" المضعفة، وأتى برواية: "رفع يديه مداً" من بعد هذا، فلا يصح أن يقول فيما رواه من روية نشر الأصابع أنه أخرجها أبو داود، وإنما ألجأه إلى ذلك إيهام عبارة ابن الأثير؛ فإنه ساق رواية: "رفعهما مداً" إلى أبي داود والترمذي وأصاب، ثم قال: وفي أخرى: "إذا كبر للصلاة نشر أصابعه"، هذا لفظه، فظن المصنف أن قوله: "وفي أخرى" أي: لأبي داود والترمذي، وليس كذلك، بل هي خاصة بإخراج الترمذي لها، ثم إنه سقط على المصنف [٤٣٥ ب] لفظ للصلاة، وهي لفظ حديث الترمذي (١) ولفظ ابن الأثير (٢) أيضاً.

قوله: "وفي أخرى للترمذي (٣): كان يكبر وهو يهوي" أقول: بوب له الترمذي (٤): باب ما جاء في التكبير عند الركوع، وذكر هذا الحديث (٥)، وقال: حسن صحيح، وهو قول أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن بعدهم. قالوا: يكبر الرجل وهو يهوي للركوع والسجود. انتهى بلفظه.

قوله في حديث أبي هريرة: "تركهن الناس" أقول: هذا يدل على أنه ترك قرب عصر النبوة رفع اليدين مداً، وأنهم كانوا يصلون السورة الثانية بآخر الفاتحة من دون فصل بسكوت، وأنهم تركوا تكبير النقل عند السجود، وكأنه يريد بالناس أمراء بني أمية أو مطلقاً ممن تبعهم على ذلك، فالناس أتباع ملوكهم.


(١) في "السنن" رقم (٢٣٩)، وهو حديث ضعيف.
(٢) في "الجامع" (٥/ ٣٠٤).
(٣) في "السنن" (٢/ ٣٣ - ٣٥ الباب رقم ١٨٨).
(٤) في "السنن" رقم (٢٥٤)، وهو حديث صحيح.
(٥) في "فتح الباري" (٢/ ٢٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>