٧٩/ ١٠ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ شِرَّةً, وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةً, فَإِنْ صَاحِبُهَا سَدَّدَ وَقَارَبَ فَارْجُوهُ، وَإِنْ أُشِيرَ إِلَيْهِ بِالأَصَابعِ فَلاَ تَعُدُّوهُ" أخرجه الترمذي (١) وصححه.
"الشرَّة" النشاط والرغبة. [حسن].
قوله: شِرَّةٍ.
بكسر الشين المعجمة، وتشديد الراء، هي النشاط، ويقال: شِرَّةُ النَّار أوَّله، والفترة ضد النشاط والخفة، وتقدم تفسير:"سددوا وقاربوا".
وقوله:"وإن أشير إليه بالأصابع".
كناية عن عدم التسديد، بل بالغ مبالغة يعرفها الناس، وعظمت في أعينهم حتى أشير إليه تعظيماً لا تفرد به من العبادة.
وقوله:"فلا تَعُدُّوه".
أي: ممن ترجى له النجاة كما قال في الأول، فأرجوه، أي: أرجو له النجاة مداومة على ما هو عليه, وهذا لا يرجوه لما هو عليه من العجب والرياء، وترك ما هو بصدده، وهذا من أعلام النبوة، قد شاهدنا وشاهد الناس الفريقين.
قوله: أخرجه الترمذي وصححه.
قلت: وقال: حسن صحيح غريب، فكان الأحسن زيادة وغربه.
٨٠/ ١١ - وعَن أَبِي جُحَيْفَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: آخَى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً، فَقَالَ: مَا شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: أَخَوكَ أَبَو الدَّرْدَاءِ
(١) في "سننه" رقم (٢٤٥٣) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، وهو حديث حسن.