للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} (١) أي: بعد الفاتحة، ويؤيده حديث أبي سعيد عند أبي داود (٢) بسند قوي: "أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر".

قوله: "ولو بفاتحة الكتاب فما زاد" أقول: اختلف في الزيادة على الفاتحة أي: في وجوبها فادعى ابن حبان (٣) والقرطبي (٤)، وغيرهما الإجماع على عدم وجوب قدر زائد عليها.

قال الحافظ ابن حجر (٥): وفيه نظر، لثبوته عن بعض الصحابة ومن بعدهم، فيما رواه ابن المنذر وغيره. وبين الحافظ (٦) في محل آخر أن بعض الصحابة عثمان بن أبي العاص، وقال به بعض الحنفية وابن كنانة من المالكية، وحكي رواية عن أحمد، قال: لعلهم أرادوا أن الأمر استقر على ذلك، وقد أخرج البخاري (٧) من حديث أبي هريرة: "وإن لم تزد على أم القرآن أجزأتك" ولفظه: أخبرني عطاء أنه سمع أبا هريرة يقول: في كل صلاة تقرأ، فما أسمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسمعناكم، وما أخفى عنا، أخفينا عنكم، وإن لم يزد على أم القرى أجزأت، وإن زدت فهو خير". انتهى.

إلا أن ظاهره أنه موقوف.


(١) سورة المزمل الآية (٢٠).
(٢) في "السنن" رقم ٨١٨) وهو حديث صحيح.
(٣) في "صحيحه" رقم (٢/ ٢٤٣).
(٤) في "المفهم" (٢/ ٢٥).
(٥) في "فتح الباري" (٢/ ٢٤٣).
(٦) في "الفتح" (٢/ ٢٥٢).
(٧) في "صحيحه" رقم (٧٧٢).
وأخرجه مسلم رقم (٩٩٦)، وأبو داود رقم (٧٩٧)، والنسائي (٢/ ١٦٣). وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>