للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الخطابي (١): ظاهر الإطلاق [٤٥٧ ب] التخيير، لكن المراد فاتحة الكتاب لمن أحسنها بدليل حديث عبادة, وهو كقوله تعالى: {فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} (٢) ثم بينت السنة المراد، وأحسن من هذا أن يقال: قد ورد [في] (٣) حديث المسيء، تفسير ما تيسر بالفاتحة, كما أخرجه أبو داود (٤) من حديث رفاعة بن رافع: "إذا قمت فتوجهت فكبر، ثم اقرأ بأم القرآن وبما شاء الله أن تقرأ" فمن كان معه الفاتحة تعين القراءة بها، لأنها الأصل لمن معه قرآن، فإن عجز عن نقلمها وكان معه شيء من القرآن، قرأ ما تسير، وإلا انتقل إلى الذكر. ويحتمل أن


= أينازع القرآن الإمام، أم يعرض عن استماعه, أم يقرأ إذا سكت؟ فإن قال: يقرأ إذا سكت قيل له: فإن لم يسكت الإمام وقد أجمعت الأمة على أن سكوت الإمام غير واجب؛ متى يقرأ؟!.
ويقال له: أليس في استماعه لقراءة الإمام قراءة منه، وهذا كاف لمن أنصفه وفهمه.
وقد كان ابن عمر لا يقرأ خلف الإمام، وكان أعظم الناس اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم -. اهـ.
انظر مناقشة المسألة وأدلتها في كتاب: "المسائل التي بناها الإمام مالك على عمل أهل المدينة" توثيقاً ودراسة. د. محمد المديني بوساق (١/ ٢٨٦ - ٣١٦) المبحث السابع.
وانظر ما كتبه المحدث الألباني في: "صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - " (ص ٩٧ - ١٠١).
ولمزيد من معرفة هذه المسألة ارجع إلى المغني لابن قدامة (٢/ ١٥٦ - ١٥٧) والمجموع للإمام النووي (٣/ ٣٢٢).
(١) في "معالم السنن" (١/ ٥٢١ - مع السنن).
(٢) سورة البقرة الآية (١٩٦).
(٣) زيادة من (أ).
(٤) في "السنن" رقم (١٨٥٩) وهو حديث حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>