للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٣/ ١٤ - وعَنْ ابْن عَبَّاس - رضي الله عنهما - قَالَ: أخْبَرَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عن مولاة له تقوم الليل وتصومُ النَّهار فقال: "لِكُلِّ عَامِل شرَّةٌ، ولكل شرةٍ فَتْرَةٌ، فَمَنْ صَارَت فترتُه إلى سُنْتِي فَقَد اهْتَدى، ومن أخْطأ فَقَد ضَلَّ" (١) [حسن].

٨٤/ ١٥ - وعَنْ أِبي هُرَيْرَة - رضي الله عنه - قَالَ: "قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خَيرُ الأمورِ أوْسَاطَها" أخرجهما رزين (٢) [١٠٥/ ب].

قوله: "وخير الأمور أوساطها".

فقال ابن الأثير (٣): معناه: أن لكل خصلة محمودة, فإنَّ لا طرفين مذمومين، مثل: أنَّ السَّخاء وسطٌ بين البخل والتَّبذير [٦١ أ/ ج] والشجاعة وسط بين الجبن والتهوُّر، والإنسان مأمورٌ أن يتجنَّب كلَّ وصفٍ مذمومٍ، وتجنُّبه بالتَّعرِّي منه، والتَّبعُّد عنه، فكلما ازدادوا منه بعداً ازدادوا منه تعرياً، وأبعد الجهات والأماكن والمقادير من كل طرفين، فإنما هو وسطها. لأنَّ الوسط فيه تعري عن الأطراف المذمومة بقدر الإمكان، فلهذا خير الأمور أوساطها. اهـ.


(١) وهو بمعنى حديث أبي هريرة المتقدم برقم (٧٩/ ١٠) من كتابنا هذا.
فانظر تخريجه هناك، وهو حديث حسن.
(٢) أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (٣/ ٢٧٣) وقال: هذا منقطع.
وفي "الشعب" رقم (٥٨١٩ - الرشد) وقال: هذا مرسل.
وفي "الآداب" رقم (٧٢٧) والخطيب في "الجامع" (١/ ٣٨٢ رقم ٨٨٥)، وانظر مزيد كلام على هذا الحديث في تخريجي: "للفوائد المجتمعة" للشوكاني برقم (٧٤٣) وهو حديث ضعيف جداً.
(٣) في "جامع الأصول" (١/ ٣١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>