للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقول: يأتي الحديث بطوله، وذكر سببه في قيام رمضان إن شاء الله تعالى.

وقوله: "أبِقّ أبي" دال على أنه يستعمل الإباق في حق الأحرار، وليس يختص بالمماليك، كما قال تعالى في يونس: {إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (١٤٠)} (١) [٣٩ ب].

٨ - وعن الحسن بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما - قال: عَلَّمَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الوِتْرِ: "اللهمَّ إهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّني فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِى وَلاَ يُقْضَى عَلَيْكَ، وإنَّهُ لاَ يَذِلُّ مِنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ". أخرجه أصحاب السنن (٢). [صحيح]

قوله: "وعن الحسن بن علي بن أبي طالب".

قال ابن الأثير (٣): هو أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي، سبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وريحانته، وسيد شباب أهل الجنة، ولد في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة، وهو أصح ما قيل في ولادته، ومات سنة خمسين، وقيل: تسع وأربعين. وقيل: سنة ثمان وخمسين. وقيل: سنة أربع وأربعين، ودفن بالبقيع. روى عنه ابنه الحسن بن الحسن، وأبو هريرة وعائشة وجماعة كثيرة.

ولما قتل أبوه علي بن أبي طالب - عليه السلام - بالكوفة بايعه الناس على الموت أكثر من أربعين ألفاً، وسلم الأمر إلى معاوية بن أبي سفيان في النصف من جمادي الأولى سنة إحدى وأربعين.

قوله: "قال: علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلمات أقولهن في الوتر".


(١) سورة الصافات الآية (١٤٠).
(٢) أخرجه أبو داود رقم (١٤٢٥)، والترمذي رقم (٤٦٤) وقال: حديث حسن، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. والنسائي رقم (١٧٤٦)، وابن ماجه رقم (١١٧٨)، وهو حديث صحيح، والله أعلم.
(٣) في "تتمة جامع الأصول" (١/ ٢٩٣ - ٢٩٤ - قسم التراجم)، وانظر: "الاستيعاب" رقم (٥٧٢) الأعلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>