للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"السلام": هكذا بالتعريف في جميع روايات حديث ابن مسعود. ووقع في حديث ابن عباس محذوف اللام في رواية (١). وهي للتعريف (٢) والعهد، أي: ذلك السلام الذي وجهه الله إلى رسله نحو: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (٧٨) سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (٧٩)} (٣)، وكذلك في حق كل نبي كما في سورة الصافات (٤).

فالمراد ذلك السلام الذي وجهه الله إلى رسله.

"عليك أيها النبي" وهو شامل لقوله: {وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} (٥) إذ هو - صلى الله عليه وسلم - رأس من اصطفى، والسلام عليه - صلى الله عليه وسلم - كان معلوماً عندهم، ولذا قالوا: أما السلام فقد


(١) أخرجه النسائي في "المجتبى" (٢/ ٢٤٢)، وفي "السنن الكبرى" رقم (٧٦٤)، والطبراني في "الكبير" رقم (١٠٩٩٦). قال الحافظ في "الفتح" (٢/ ٢١٣): لم يقع في شيء من طرق حديث ابن مسعود بحذف اللام، وإنما اختلف في ذلك في حديث ابن عباس.
(٢) قال النووي في شرحه لصحيح مسلم (٤/ ١١٦): لا خلاف في جواز الأمرين، ولكن بالألف واللام أفضل، وهو الموجود في روايات صحيحي البخاري ومسلم، وأصله النصب وعدل إلى الرفع على الابتداء للدلالة على الدوام والثبات، والتعريف فيه بالألف واللام؛ إما للعهد التقديري، أي: السلام الذي وجه إلى الرسل والأنبياء عليك أيها النبي، أو للجنس أي: السلام المعروف لكل أحد، وهو اسم من أسماء الله تعالى، ومعناه: التعويذ بالله والتحصن به. أو هو السلام من كل عيب وآفة ونقص وفساد.
انظر: "البحر المحيط" (٣/ ٩٧ - ٩٨)، و"معترك الأقران في إعجاز القرآن" (٢/ ٥٦ - ٥٧).
(٣) سورة الصافات الآية (٧٨ - ٧٩).
(٤) يشير إلى قوله تعالى: {وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (١٨١)} [الصافات: ١٨١].
(٥) سورة النمل الآية (٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>