للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "يتطيرون" أي: يتشاءمون بالشيء من مرئي أو مسموع.

وقوله: "فلا يصدّهم" نهي (١) عن العمل بالطيرة والامتناع من تصرفاتهم بسببها، لا أنه نهي عما يوجد في النفس من غير عمل على مقتضاه؛ لأن وجدانه في النفس يهجم عليها بغير إرادة ولا تكليف به.

وأخرج [رسته] (٢) في الإيمان عن الحسن: "ثلاث لم تسلم منها هذه الأمة: الحسد والظن والطيرة, ألا أنبئكم بالمخرج منها؟ إذا ظننت فلا تحقق، وإذا حسدت فلا تبغِ، وإذا تطيرت فامضِ" (٣).

قوله: "قوم يخطّون" أراد به خط الرمل المعروف.

وقوله: "كان نبي يخط" قيل: هو إدريس.

"فمن وافق خطه فذاك" أي: جائز، لكن لا يعلم (٤) موافقة خطه أحد إلا بوحي ولا وحي به فلا يجوز له، والمقصود أنه حرام، إذ لا يتعين بالموافقة.

وقال القاضي عياض (٥): المختار أن معناه: من وافق خطه فذاك الذي تجدون إصابته فيما يقول، لا أنه أباح ذلك لفاعله.

قال: فحصل من مجموع كلام العلماء الاتفاق على النهي عنه.


(١) ذكره النووي في "شرح صحيح مسلم" (٥/ ٢٣).
(٢) هكذا رسمت في (ب)، وفي (أ) غير مقروءة.
(٣) قال الحافظ في "الفتح" (١٠/ ٢١٣): أخرج عبد الرزاق عن معمر بن إسماعيل بن أمية عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثة لا يسلم منهن أحد: الطيرة, والظن، والحسد، فإذا تطيرت فلا ترجع، وإذا حسدت فلا تبغ، وإذا ظننت فلا تحقق" وهذا مرسل أو معضل.
(٤) ذكره النووي في "شرح صحيح مسلم" (٥/ ٢٣).
(٥) في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (٢/ ٤٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>