للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "والجوانية" بفتح الجيم وتشديد الواو، ثم نون وتحتية مثناة: موضع بقرب أحد شمالي المدينة (١).

"قوله: "فقال لها: أين الله؟ قالت: في السماء ... " إلى آخره.

أقول: هذا (٢) الحديث من أحاديث الصفات، وفيهما مذهبان تقدم ذكرهما مرات، أحدهما: الإيمان به من غير خوض في معناه، مع اعتقاد أن الله ليس كمثله شيء، وتنزيهه عن سمات المخلوقين.

والثاني: تأويله بما يليق به, فمن قال هذا قال هنا: كأن المراد امتحانها [٩٨ ب] هل هي موحدة تقر بأن الخالق المدبر للأفعال الله وحده، وهو الذي إذا دعاه الداعي استقبل السماء؟ كما إذا صلى له المصلي استقبل الكعبة، وليس ذلك لأنه منحصر في السماء، كما أنه ليس منحصراً في جهة الكعبة، بل ذلك لأن السماء قبلة الداعين، وأن الكعبة قبلة المصلين.

أم هي من عبدة الأوثان الذين بين أيديهم؟ فلما قالت: في السماء؛ علم أنها موحدة وليست عابدة للأوثان (٣).

قال القاضي عياض (٤): لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدثهم ومتكلمهم ونظائرهم ومقلدهم أن الظواهر الواردة بذكر الله في السماء كقوله: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} (٥)


(١) قال القاضي عياض في "إكمال المعلم" (٢/ ٤٦٤): والجوانية أرض من عمل الفرع من جهة المدينة.
(٢) ذكره النووي في "شرح صحيح مسلم" (٥/ ٢٤).
(٣) قاله النووي في شرحه لصحيح مسلم (٥/ ٢٤).
(٤) في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (٢/ ٤٦٥).
(٥) سورة الملك الآية (١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>