للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والعذر صحيح لا كعذر مروان أنه كان لا يُقعد له ليملأ أسماعهم بسب من يجب على كل مؤمن محبته، وموالاته والترضي عنه والترحم، فتأمل فإنه وجه لا يحمله عليه إلا نبيه.

قوله: "فليغيره بيده".

أقول: رواية البخاري (١): أنَّ أبا سعيد جبذ بثوب مروان لمَّا أراد أن يصعد المنبر، فقد غير بيده.

قوله: "وذلك أضعف الإيمان".

قال النووي (٢): معناه - والله أعلم -: أقلّه ثمرةً، قال القاضي عياض (٣): أصلٌ في صفة التغيير، فحق المغير أن يغيره بكل وجه أمكنه زواله به قولاً كان أو فعلاً، فيكسر آلات الباطل، ويريق المسكر بنفسه، أو يأمر من يفعله، وينزع المغصوب ويردها إلى أصحابها بنفسه أو يأمره إذا أمكنه، ويرفق في التغيير جهده بالجاهل، وبذي العزة الظالم المخوف شره.

ثم استوفى مباحث في الباب نافعة لم نطول بنقلها.

قوله: فقال: يا مروان! خالفت السنة.

أقول: فيه إثبات السنة بالأفعال، وإن لم تصحبها أقوال، فإنَّ تقديم الصلاة كان فعله دائماً، ولم يقل صلوا قبل الخطبة، ويحتمل أنه شمله: "صلوا كما رأيتموني أصلي" (٤).


(١) في "صحيحه" رقم (٩٥٦).
(٢) في شرحه لـ "صحيح مسلم" (٢/ ٢٥).
(٣) في "إكمال المعلم بشرح مسلم" (١/ ٢٩٠).
(٤) أخرجه البخاري رقم (٦٣١) ومسلم رقم (٢٤/ ٣٩١) وأبو داود رقم (٥٨٩) والترمذي رقم (٢٠٥) والنسائي (٢/ ٧٧) وابن ماجه رقم (٩٧٩) من حديث مالك بن الحويرث إلا أن مسلماً عنده أصله.

<<  <  ج: ص:  >  >>