للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: لا ريب أنه احتمال صحيح، كما أن احتمال أنه يريد ذكروني لأعمل بتذكيركم فلا يتم الاستدلال.

قلت: إن صحت رواية أبي داود (١): "أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يسجد للسهو حتى يقّنَهُ الله ذلك" فلا يتم القول بأنه عمل بقول المأمومين.

٧ - وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: "صَلى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فزَادَ أَوْ نَقَصَ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ الله! أَحَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ؟ قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالُوا: صَلَّيْتَ كَذَا وَكَذَا، فَثَنَى رِجْلَيْهِ وَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ, فَقَالَ: إِنَّهُ لَوْ حَدَثَ فِي الصَّلَاةِ شَيْءٌ أنبَأْتُكُمْ بِهِ, وَلَكِنِّي بَشَرٌ أَنْسَى كَما تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي، وَإِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلْيَتَحَرَّ الصَّوَابَ وَلْيَبْنِ عَلَيْهِ, ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ". أخرجه الخمسة (٢). [صحيح]

قوله في حديث ابن مسعود: "زاد أو نقص".

أقول: شك من الراوي.

وقوله: "فثنى رجليه فسجد" يؤيد أنه زاد، إذ لو كان نقصاً لأتى به, ثم سجد ولم يذكر الراوي ذلك.

وتقدير: "فأتى بما نقص ثم سجد" لا دليل عليه.

وقوله فيه: "فإذا نسيت فذكروني".

أقول: في "شرح مسلم" (٣): فيه أمر التابع بتذكير المتبوع.


(١) في "السنن" رقم (١٠١٢) بسند ضعيف.
(٢) أخرجه البخاري رقم (٤٠١)، ومسلم رقم (٨٩/ ٥٧٢)، وأبو داود رقم (١٠٢٠)، والنسائي رقم (١٢٤٣)، وابن ماجه رقم (١٢١١)، وأخرجه أحمد (١/ ٤٢٤).
وهو حديث صحيح.
(٣) (٥/ ٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>