للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله في حديث ابن عباس: "ليست (ص) من عزائم السجود" أي: السجدة في سورة (ص) [١٣٥ ب] عند قوله: {وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (٢٤)} (١).

قال الحافظ ابن حجر (٢): المراد بالعزائم ما وردت العزيمة في فعله كصيغة الأمر مثلاً بناءً على أن بعض المندوبات آكد من بعض عند من لا يقول بالوجوب.

وقد روى ابن المنذر (٣) وغيره (٤) عن علي بن أبي طالب - عليه السلام - بإسنادٍ حسن: "إن العزائم: حم، والنجم، واقرأ، وألم تنزيل" وكذا ثبت عن ابن عباس في الثلاث الأخر (٥).


= وأخرج النسائي في "السنن" رقم (٩٥٧) عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد في (ص) وقال: "سجدها داود - عليه السلام - توبة، ونسجدها شكراً" وهو حديث صحيح.
وأخرج أبو داود رقم (١٤١٠)، وابن حبان رقم (٢٧٦٥)، والحاكم (٢/ ٤٣١ - ٤٣٢) وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. والدارمي رقم (١٥٠٧)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٢/ ٣١٨) عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على المنبر (ص)، فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه, فلما كان يوم آخر قرأها، فلما بلغ السجدة تشزَّن الناس للسجود، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما هي توبة نبي، ولكني رأيتكم تشزّنتم للسجود" فنزل فسجد وسجدوا.
وهو حديث صحيح.
الشزن: وهو القلق، يقال: بات على شزن، إذا بات قلقاً ينقلب من جنب إلى جنب، استوفزوا: إذا تهيئوا للسجود. قاله الخطابي في "معالم السنن" (٢/ ١٢٤ - مع السنن).
(١) سورة ص الآية (٢٤).
(٢) في "فتح الباري" (٢/ ٥٥٢).
(٣) في "الأوسط" (٥/ ٢٦٢ ث ٢٨٣٦).
(٤) ذكره الحافظ في "الفتح" (٢/ ٥٥٢).
(٥) ذكره الحافظ في "الفتح" (٢/ ٥٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>